بات العمل العسكري الدولي ضد القراصنة الصوماليين شبه مؤكّد، بعد موافقة دول أوروبية على التحرك في هذا الاتجاه، فيما يطالب القراصنة بـ20 مليون دولار للإفراج عن السفينة الأوكرانية المحمّلة بالأسلحة.في هذا الوقت، حذرت مؤسسة «شاتام هاوس» للدراسات في لندن، أمس، من أن التجارة العالمية تواجه تهديداً خطيراً يتمثل بالقرصنة قبالة السواحل الصومالية، إذا لم تمنع المجموعة الدولية القراصنة من التحالف مع الإرهابيين.
ولفتت «شاتام هاوس»، في تقرير تحت عنوان «تهديد التجارة العالمية وإذكاء الحروب المحلية»، إلى أن القراصنة «لم يعودوا مجرد انتهازيين، عملياتهم باتت أشد إتقاناً، وأن السيناريو الكارثي هو إمكان أن يصبح القراصنة عملاء للإرهاب الدولي».
وأوضحت المؤسسة البحثية أن الفديات التي حصل عليها القراصنة تستخدم على الأرجح لتأجيج الحرب الأهلية، ومخصصة لـ«الشباب»، أي المتمردين الإسلاميين الذين يخوضون حرباً شرسة ضد الحكومة الصومالية منذ عام 2007.
وفي السياق، عبّر «الشباب»، المجاهدون الإسلاميون المتطرفون في الصومال للمرة الأولى عن دعمهم لمهاجمة سفينة الشحن، لكنهم نفوا في الوقت نفسه أي اتصال مع القراصنة.
وقال المتحدث باسم المجاهدين، الشيخ مختار روبو، إن «خطف السفن التجارية جريمة، لكن هذا لا ينطبق على السفن التي تنقل أسلحة لأعداء الله». وأضاف «نعتقد أن الشحنة تعود إلى إثيوبيا»، موضحاً أن القراصنة «إذا لم يحصلوا على المال الذي يطلبونه، فعليهم إحراق سفينة الشحن وحمولتها وإغراقها». وقال «إن اختطاف السفن التجارية هو جريمة، لكن الحربية التي تنقل أسلحة إلى عدو الله، شيء آخر».
وكانت الصومال قد فوّضت الدول الغربية القيام بتحرير السفينة الأوكرانية. وقال الرئيس عبد الله يوسف، إن الحكومة فقدت صبرها، وتريد محاربة القراصنة بالتعاون مع الأسرة الدولية.
ووسط الحديث عن القيام بعملية عسكرية لتحرير الرهائن، نفت موسكو مساء أول من أمس عزم سفينتها الحربية المتوجهة إلى الصومال «محاربة» القراصنة. وقال المتحدث باسم البحرية الروسية، إيغور ديغالو، إن «هذه التصريحات تنطوي على طابع استفزازي، ويمكن أن تسيء إلى المفاوضات الرامية الى الإفراج عن طاقم السفينة، وتمثّل تهديداً لحياة الأشخاص الذين خطفهم القراصنة».
وأضاف أن السفينة «نوستراشيمي»، التي أرسلتها روسيا الأسبوع الماضي إلى السواحل الصومالية، ستوفّر «الأمن للسفن الروسية خلال مرورها في المنطقة الخطرة». وكان السفير الصومالي في موسكو، محمد محمود هاندول، قد أكّد أن الصومال «أجازت» لروسيا «محاربة القراصنة في البحر وعلى السواحل»، فيما أعلن مسؤول كبير في رئاسة أركان البحرية الروسية، طلب التكتم على هويته، إن السفينة الروسية «يمكن أن تستخدم كل الأسلحة» المزوّدة بها «للإفراج عن الطاقم» الذي يضمّ مواطنين روساً، لكن يبقى استخدام القوة هو التدبير الأخير».
وفي واشنطن، رفض المتحدث باسم البنتاغون، براين ويتمان، التعليق على إمكان القيام بأي عملية عسكرية، لكنّه أكد أن الولايات المتحدة مصمّمة على منع سقوط الشحنة العسكرية في أيد خاطئة.
في المقابل، أبدت 6 دول أوروبية على الأقل، أول من أمس، استعدادها للمشاركة في عملية عسكرية جوية وبحرية لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال، على ما أفاد دبلوماسي أوروبي.
وقال الدبلوماسي، خلال اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين في دوفيل، إن «عدداً كبيراً من الدول، بينها إسبانيا والسويد والبرتغال وألمانيا وفرنسا وهولندا، وعلى الأرجح بريطانيا، أبدت استعدادها»، للمساهمة في عملية التصدي للقراصنة.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)