بول الأشقرتوجّه أمس نحو 17 مليون ناخب فنزويلي إلى صناديق الاقتراع لاختيار 22 حاكم ولاية وأكثر من ثلاثمئة رئيس بلدية، وذلك في أول انتخابات تستخدم فيها الصناديق الإلكترونية.
ويعتبر هذا الاستحقاق الرابع عشر منذ أن وصل هوغو تشافيز إلى الرئاسة قبل عقد، وأول استحقاق منذ خسارته الاستفتاء الدستوري قبل عام.
وتتميز الانتخابات المحلية بالتسييس الذي لجأ إليه تشافيز في محاولة لتحويلها إلى نوع من الاستفتاء السياسي للتعويض عن ضعف بعض مرشّحي الحزب الاشتراكي الموحّد الذي يتزعمه، وعن استياء جزء من قاعدته الشعبيّة التي تعاني أكثر من غيرها مشاكل مثل التضخم (أعلى نسبة في أميركا اللاتينية) والأمن، فضلاً عن مشاكل التموين المتزايدة، وخصوصاً في الأسواق الشعبية. وفي أحد المهرجانات، رأى تشافيز، الذي تطغى صوره على صور مرشّحيه الذين اختيروا في عملية انتخابية حزبية، أن هذا الاستحقاق يمثّل «مستقبل الثورة والاشتراكية وفنزويلا ومستقبل الحكومة، وأيضاً مستقبل هوغو تشافيز». أما المعارضة، فتريد تحويل الاستحقاق إلى لبنة جديدة لدفن رغبة تشافيز في الاستمرار في السلطة بعد عام، نهائياً.
على الصعيد الوطني، ستحدّد هذه الانتخابات المنحى الذي استقر عليه ثلاثة ملايين ناخب «تشافيزي» فضّلوا عدم المشاركة في الاستفتاء قبل سنة، وما إذا كانوا قد عادوا إلى أحضان زعيمهم أم فضّلوا البقاء في المقاطعة أم قرروا الالتحاق بمرشحي المعارضة هذه المرة أو بـ«المنشقّين عن التشافيزية»، وخصوصاً الحزب الشيوعي الفنزويلي وحركة «الوطن للجميع»، اللذين رفضا حلّ نفسيهما في الحزب الاشتراكي الموحد، ويفضّلان تسمية «يسار التشافيزية».
هنا يكمن ربما الجديد الحقيقي في هذه الانتخابات. إذ إن المعارضة التقليدية (وقد انضم إليها حزب «قادرون» المنشق قديماً عن الحزب الشيوعي منذ اقتراعه ضد التعديل الدستوري) توحدت هذه المرة، وستتوزع أصوات «مؤيّدي الثورة» بين مرشحَين للمعارضة بشقّيها. وثمة حظوظ في الفوز في عشر محافظات، مع أنه يرجّح أنّ التدخّل المباشر لتشافيز، الذي لا يزال يتمتع بتأييد واسع، في المعركة قد قلّص هذا العدد إلى النصف.
وفي خمس محافظات من هذه المحافظات العشر، هناك ثلاثة مرشحون أقوياء. وفي ثلاث منها، ومن بينها كارابوبو الصناعية وغواريكو الزراعية وباريناس (مقر ولادة تشافيز ويحكمها والده منذ عقد وقد ترشح هذه المرة شقيقه آدم)، تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المرشح «المنشق» على المرشح «الموالي».