بالين: لن أقول لمن أدليت بصوتي لكني سأستيقظ نائبةً للرئيس يستفيق العالم اليوم على رئيس جديد لأعتى قوة في التاريخ المعاصر، كي يحكم الولايات المتحدة لأربع سنوات مقبلة خلفاً لجورج بوش. وحكمه لن يطال الحدود الجغرافية لبلاده فقط، بل سيكون له تأثير طولي وعرضي في أرجاء المعمورة
لم يكن يوم أمس عادياً، فقد توجه أكثر من 135 مليون ناخب أميركي إلى صناديق الاقتراع في خمسين ولاية من أجل انتخاب رئيس لبلادهم، وسط تقديرات تُشير إلى فوز المرشح الديموقراطي باراك أوباما.
وعشية الانتخابات، كانت كل الأرقام تشير إلى أنّ المرشح الأسود سيتمكن بسهولة من التغلب على خصمه الجمهوري، رغم أن الحذر يبقى قائماً، بسبب ما يُسمَّى عامل برادلي، الذي يشير إلى ما حصل قبل 26 عاماً خلال المنافسة على منصب حاكم كاليفورنيا عام 1982. حينها كان المرشح الأميركي الأفريقي الأصل توم برادلي متقدماً على منافسه الأبيض جورج دوكمجيان بعشر نقاط مئوية حسب استطلاعات الرأي، وظلت وسائل الإعلام تردد أن فوز برادلي كان حتمياً، وعلى الرغم من ذلك، فاز دوكمجيان بفارق 1.2 نقطة.
وقالت جميع استطلاعات الرأي إن أوباما سيفوز في الولايات التي صوتت للديموقراطيين عام 2004، ما يعني الفوز بنحو 251 من أصل 270 صوتاً انتخابياً يحتاج إليها لبلوغ البيت الأبيض. وكان عليه أن يحقق انتصارات في ولايات صغيرة كي يضمن الفوز.
وكانت أولى بوادر فوز أوباما قد ظهرت في بلدتين في ولاية نيوهامبشاير (4 أصوات انتخابية)، كان بوش قد فاز بهما في الانتخابات السابقة، وهما دكفيل (15 صوتاً لأوباما في مقابل 6 لماكاين)، وهارتس لوكيشن (17 صوتاً لأوباما مقابل 10 لماكاين).
وكان التصويت المبكر قد سجل إقبالاً كثيفاً في الأسابيع الأخيرة، حيث اقترع نحو 29 مليون ناخب في 30 ولاية. وقد أشارت مصادر رسمية إلى أنّ التصويت المبكر صب لمصلحة أوباما، حيث كان إقبال الديموقراطيين أكبر من الجمهوريين في ولايات صوتت عام 2004 لجورج بوش وهي، نورث كارولينا وكولورادو وفلوريدا وأيوا.
ولفت مسؤولون في الحملة الديموقراطية إلى أنّ الإقبال الكثيف سيخدم حتماً أوباما، لذلك أنشأت الحملة خلايا انتخابية من أجل تعبئة الناخبين ودفعهم إلى الاقتراع. وقال مدير الحملة دايفيد بالوف: «نعتقد أن لدينا أصواتاً كافية في كل أرجاء البلاد».
وأضاف بالوف، في تصريح لـ«سي أن أن»: «سنراقب نسبة المشاركة، العديد يريدون التغيير، لكن يجب أن نضمن أن يخرجوا للتصويت، وهذا واضح فقد كسبنا الكثير من الولايات لمصلحتنا: فيرجينيا وإنديانا وكارولاينا الشمالية وفلوريداورغم كل معطيات الفوز، فإن المرشح الأسود طلب من أنصاره عشية الانتخابات في ولاية فيرجينيا (13 صوتاً انتخابياً)، الاستمرار في العمل بالوتيرة نفسها وعدم التراخي أو «التوقف لمدة ساعة واحدة أو حتى ثانية واحدة» قبل انتهاء عمليات الاقتراع.
وباكراً، أدلى سيناتور ألينوي بصوته في شيكاغو قائلاً: «الرحلة انتهت». واقترع بصحبة ابنته الكبيرة ماليا، قبل أن تنضم إليه بعد قليل زوجته ميشال وابنتهما الصغرى ساشا. ثم انتقل بعدها إلى ولاية إنديانا الحاسمة كي يجول بين الناخبين. أما نائبه جوزيف بايدن، فقد اقترع في ولمنغتون ـــــ دلاوير، قبل أن يتوجه إلى فيرجينيا.
من جهته، أدلى المرشح الجمهوري، جون ماكاين، بصوته في ولايته أريزونا برفقة زوجته سيندي، وتجنب الردّ على أسئلة الصحافيين، ومن ضمنهم سؤال: «كيف نمت الليلة؟». واعترف ماكاين، في مقابلة مع «سي بي أس» صباحاً، بموقعه الضعيف ليلة الانتخابات، مؤكّداً أنه «رغم ذلك لن ينسى تجربته هذه أبداً مهما كانت النتيجة». وقال: «لن أنساها ما حييت، أعلم أنني الحلقة الأضعف، وأفهم ذلك».
وبقي ماكاين متفائلاً بفوزه حتى الساعات الأخيرة، داعياً أنصاره في لاس فيغاس ـــــ نيفادا عشية الاقتراع «لا تفقدوا الأمل، كونوا أقوياء، تحلوا بالشجاعة وقاتلوا».
أما مرشحة ماكاين لمنصب نائب الرئيس، سارة بالين، فقد صوتت في ولايتها ألاسكا. وقالت: «أنا أمارس حقي الانتخابي، ولن أقول لمن أدليت بصوتي»، مضيفةً: «هذا ما هو جميل في أميركا». وتابعت: «غداً أعتقد أني سأستيقظ نائبة للرئيس وأذهب إلى العمل برفقة الرئيس المنتخب جون ماكاين».
وبالتوازي مع الانتخابات الرئاسية، جرى أيضاً انتخاب أعضاء مجلس النواب (435 عضواً) وثلث أعضاء مجلس الشيوخ الـ (100 عضو)، ويطمح الديموقراطيون إلى زيادة الغالبية التي يتمتعون بها في الكونغرس، فيما يناضل الجمهوريون كي يقللوا قدر المستطاع من خسارتهم.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب)