خرج اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط باتفاق على أن تكون برشلونة مقرّاً للمؤتمر، بمشاركة الجامعة العربيّة وإسرائيل، لتكوّن محفلاً تطبيعيّاً غير مسبوق
مرسيليا ــ بسّام الطيارة
تمخض اجتماع وزراء الاتحاد من أجل المتوسط عن توافق على أن تكون برشلونة مركزاً للاتحاد العتيد، مع إقرار باعتبار الجامعة العربية «عضواً كاملاً تشارك في كل اجتماعات الاتحاد على كل المستويات». إلا أن هذا التوافق كان له «ثمن»، وهو إعطاء إسرائيل أحد مناصب مساعد الأمين العام الخمسة بالتساوي مع نائب آخر من جنوب المتوسط، على أن يكون فلسطينياً في بداية الأمر.
وأشاد وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، بالتسوية التي توصل إليها الوزراء وعبر عن اغتباطه قائلاً «هذه المرة الأولى التي يُعيّن فيها مساعد أمين عام إسرائيلي إلى جانب آخر فلسطيني في منظمة دولية». وأشار إلى أن هذه الصيغة ستُقرّ على المستوى الرئاسي قبل نهاية هذا الشهر بين الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والمصري حسني مبارك. كما ذكرت مصادر مقربة من الوزير أن «تركيا أيضاً تطالب بأن تحصل على منصب أمين عام مساعد» ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى ستة إلى جانب إيطاليا واليونان ومالطا.
ونوه المشاركون في المؤتمر، في بيانه الختامي، بـ«أهمية المبادرة العربية للسلام» وقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وأكدوا تمسكهم بالتوصل إلى «حل عادل وشامل ودائم للصراع العربي ـــ الإسرائيلي»، مشيرين إلى مؤتمر مدريد مع ذكر مبدأ «الأرض مقابل السلام وعلى أساس القرارات الدولية وخريطة الطريق»، وهي بادرة لاستيعاب رفض الفلسطينيين للبيان التأسيسي في قمة ١٣ تموز.
ورأى وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، في هذه الإشارة إلى المبادرة العربية وموافقة إسرائيل عليها، «موقفاً متقدماً»، موضحاً أنه «يجب انتظار تطبيقها على الأرض لتأخذ هذه الموافقة معانيها». ورحب بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا ولبنان، وأيّد بداية مسار المحادثات السورية ـــ الإسرائيلية غير المباشرة عبر تركيا.
ويشير البعض إلى أن رفض بعض الدول العربية أن تكون تونس مركزاً للاتحاد جاء منعاً «للقاءات دائمة بين العرب والإسرائيليين على أرض عربية». وقد «رحّل الوزراء» مسألة «الرئاسة المشاركة» إلى اجتماع اليوم، إذ إن المداورة في الشق الأوروبي كل ستة أشهر سوف تطرح مسألة «المداورة بين العرب»، وهي كما وصفها أحد الدبلوماسيين الأوروبيين «خروج مارد النزاعات من القمم».