بينما يستعد البرلمان اليوناني للتصويت على ميزانية عام 2009، تواصلت الصدامات بين الشبان والشرطة في أثينا ومدن أخرى، وذلك في إطار سلسلة التظاهرات اليومية التي ينظّمها الطلاب، منذ ستة عشر يوماً. واندلعت مواجهات ليل السبت ــــ الأحد في حي اكسارخيا، وسط أثينا، عقب تجمّع نُُظّم بدعوة من شبان يحتلون معهد البوليتيكنيك. وفي ختام التجمّع، ألقى عشرات الشبان الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الأمن، وأضرموا النار في مستوعبات النفايات، كما ألقوا زجاجات حارقة على مقر لجنة المنافسة التابعة لوزارة التنمية، ووكالة تابعة لمصرف بيريوس. وردّت قوات مكافحة الشغب بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.وفي الوقت نفسه، أحرقت مجموعة ست سيارات للشرطة وآلية لرجال الإطفاء أمام مبنى أكاديمية الشرطة في نيا فيلادلفيا، في الضاحية الغربية للعاصمة اليونانية. وأضرمت مجموعة أخرى من الشبان النار في حاويات للنفايات في حي بيترالونا في ايا باراسكيفي في الضاحية الشمالية لأثينا، وفي مرفأ بيريوس القريب من العاصمة. وفي هيراكليون، كبرى مدن جزيرة كريت، ألقى متظاهرون قارورة غاز على فرع لشركة بيع سيارات وفرعي مصرفين، ما أدى إلى أضرار مادية.
وفي السياق، كشفت استطلاعات الرأي، التي نشرتها الصحف اليونانية أمس، عمق المشاعر المعادية للحكومة، وخصوصاً مع توجّهها لخفض النفقات لمواجهة الديون العامة التي تجاوزت عام 2008 نسبة 93 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «كاثيميريني» اليمينية الليبرالية، أن الحزب الاشتراكي المعارض يلقى تأييد 38.5 في المئة من اليونانيين، مقابل 32.5 في المئة لليمين. وحسب الاستطلاع، فإن زعيم الحزب الاشتراكي جورج باباندريو يتقدم للمرة الأولى منذ سنوات بنقطة واحدة على رئيس الوزراء كوستاس كرامنليس (35 في المئة مقابل 34 في المئة).
كذلك أشار الاستطلاع الذي شمل عيّنة من 1013 مستطلعاً، إلى أن 86 في المئة من اليونانيين ينتقدون تعامل الحكومة مع أعمال العنف، وأعربوا عن اعتقادهم بـ«أن الأشياء في اليونان تتحرك في الاتجاه الخطأ».
وفي استطلاع آخر نشرته صحيفة «تو فيما»، تبيّن أن المعارضة تتقدم بـ4.5 نقاط على الحكومة. إذ حصل اليمين على 28.3 في المئة واليسار على 32.9 في المئة. كما أظهر الاستطلاع أن 49.2 في المئة من اليونانيين يعتقدون أن الاضطرابات الحالية لن تهدأ قريباً، وكشف عن انقسام اليونانيين بشأن ما إذا كان يتعيّن على الحكومة أن تستمر في ولايتها التي تمتد حتى عام 2011، أو تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة.
(ا ف ب، رويترز)


حذر زعيم تحالف اليسار والحركات والبيئة (سين)، الكسيس تسيبراس، من «انفجار اجتماعي هائل» سيقوده الشبان والتلاميذ. وجدد الدعوة إلى الحكومة للأخذ في الاعتبار مطالب الشعب التي تتلخص في إنهاء القمع والاستبداد والتعسف الخارج عن السيطرة من قبل شرطة، وتغيير النظام التعليمي للسماح بمجانية التعليم الجامعي، واتخاذ تدابير جدية لدعم الشباب ضد شبح البطالة الذي يتهددهم