على غرار زيارته الوداعيّة إلى العراق أول من أمس، قام الرئيس الأميركي جورج بوش أمس بزياة خاطفة إلى أفغانستان، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأكد، خلال زيارته الثانية لهذا البلاد، دعم الولايات المتحدة للرئيس حميد قرضاي، محذراً من أن المعركة ستكون طويلة.وزار بوش قاعدة باغرام الجوية، حيث كان في استقباله قائد القوات الدولية في أفغانستان، الجنرال ديفيد ماكيرنان. ثم ألقى كلمة أمام القوات الأميركية، قال فيها «يجب أن تعرف هذه الدول أن الولايات المتحدة كانت وستبقى إلى جانبها»، في إشارة إلى أفغانستان والعراق. وأضاف إن «مستوى الصعوبة في أفغانستان مرتفع». وتوجه إلى الجنود بالقول «إنني واثق بأننا سننجح في أفغانستان لأن قضيتنا عادلة».
بعدها، انتقل بوش إلى كابول، حيث عقد لقاءً مع نظيره الأفغاني، أعقبه مؤتمر صحافي مشترك، قال خلاله بوش لقرضاي «تماماً مثلما كان بإمكانك الاعتماد على هذه الإدارة الحالية فسيكون بإمكانك الاعتماد على الإدارة المقبلة أيضاً». وحذر من أن «المعركة ستكون طويلة»، مشيراً إلى أن «المعارك العقائدية تستغرق الكثير من الوقت». وأضاف متسائلاً «هل تنتظرنا أيام صعبة؟ بالتأكيد. لكن هل الظروف في أفغانستان اليوم أفضل مما كانت عليه عام 2001؟ إنها أفضل من دون أي شك».
ورداً على سؤال عما إذا كانت باكستان تؤدي ما عليها في مناطقها الحدودية، قال بوش «إن واشنطن وباكستان تعملان بالتنسيق بينهما لوقف الهجمات التي تستهدف أفغانستان انطلاقاً من الأراضي الباكستانية». وأضاف «كلما استطعنا جعل باكستان وأفغانستان تتعاونان، تيسّر تعزيز ذلك الجزء من المناطق الحدودية». وأشار إلى أن الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، «مصمم» على تقديم المساعدة.
بدوره، قال قرضاي «إن الشعب الأفغاني وأنا شخصياً نشعر بفخر وشرف كبيرين». وأعرب عن امتنان بلاده للمساعدة الدولية. وأوضح أن الشعب الأفغاني لا يريد أن يكون عبئاً على الأسرة الدولية إلى الأبد، لكنه أشار إلى أن أفغانستان لن تدع الأسرة الدولية تتخلى عنها قبل أن «نصبح أقوياء إلى حد يجعلنا نتولى الدفاع عن بلادنا». كما أعلن أن انسحاباً للقوات الأجنبية، على غرار الاتفاق الأمني بين العراق والولايات المتحدة، غير مطروح حالياً في أفغانستان.
وكان بوش قد تطرّق، من على متن طائرته الرئاسية في أثناء توجهه إلى أفغاستان، إلى الوضع في الشرق الأوسط والأزمة الكورية الشمالية. وقال إن الولايات المتحدة تعمل على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي سيدعم مسار أنابوليس، ويؤدي الى إعطاء دفع جديد لمفاوضات السلام. كما علق على انهيار المحادثات السداسية مع كوريا الشمالية، قائلاً إن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ ايل، يحاول «جس العملية». وأضاف يجب أن «نتحلى بالحزم والصبر ونقيم بنية تسمح للرئيس المقبل أو لخلفه بتسوية المشكلة بالوسائل الدبلوماسية».
(رويترز، أ ف ب)