لندن ـ فراس خطيبكشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، عن أنَّ فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما، يعد رسالة يأمل منها أن «ترأب التصدع» الذي يخيّم على علاقة الولايات المتحدة وإيران. وأشارت إلى أن مسؤولين رسميين أميركيين عملوا على إعداد الرسالة، من أجل فتح الطريق أمام محادثات «وجهاً إلى وجه» بين الولايات المتحدة وإيران من دون شروط.
وبينّت الصحيفة البريطانية أنّ العمل على الرسالة ليس جديداً. وأشارت إلى أنّ وزارة الخارجية الأميركية بدأت صياغتها منذ الأيام الأولى لانتخاب أوباما، مضيفة أنّها تأتي رداً رسمياً على رسالة التهنئة التي أرسلها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الرئيس الأميركي بعد يومين من انتخابه.
كذلك نقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها إن الرسالة تأتي لإظهار نوايا حسنة مغايرة للرؤية العدائية التي اتبعتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش إزاء إيران، واعتبارها جزءاً من «محور الشر». ورأت الصحيفة أن القصد من وراء الرسالة هو تمهيد الطريق أمام أوباما للانخراط مع الإيرانيين مباشرة.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية أعدّوا ما لا يقل عن ثلاث مسوّدات للرسالة، بموجبها تقدّم واشنطن تطمينات لإيران بأنها لا تنوي إسقاط النظام الإسلامي الحاكم فيها، بل ستسعى نحو «تغيير سلوكه ونهجه». وكشفت الصحيفة عن أنه في إحدى المسوّدات، تقترح واشنطن على طهران أن «تقارن بين انخفاض مستوى المعيشة في إيران، ومستويات الحياة المزدهرة في الدول المجاورة لها، وأن تستخلص إيجابيات وقف التعامل معها على أنها دولة معزولة من الغرب». وأضافت أن الرسالة، رغم لغة المصالحة، ستدعو الإيرانيين إلى وقف «دعم الإرهاب».
من جهة ثانية، قالت «الغارديان» إن «القلق الأساسي» الذي يشغل واشنطن هو البرنامج النووي الإيراني لتخصيب اليورانيوم، الذي تدّعي واشنطن أنه يهدف لتوفير قدرات أسلحة نووية للبلاد. كذلك رأت الصحيفة أن المشاكل التي تواجه الرئيس الاميركي قد تصاعدت أول من أمس، بعد تصريحات المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني، علي أكبر جافان فكر، الذي أكد فيها أن «إيران لا تنوي وقف نشاطها النووي».
ومن المتوقع أن توجه الرسالة إلى الشعب الإيراني، وأن ترسل مباشرةً إلى مرشد الثورة الإيراني آية الله علي خامنئي، أو أن تنشر علناً على أنَّها رسالة مفتوحة.
إلى ذلك، أكدت مصادر إيرانية أن المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر ووزير خارجيته يوشكا فيشر، وصلا إلى طهران أمس، ويحملان رسالة أميركية تتضمّن استعداداً من أوباما للبدء بالحوار مع إيران.