h1>أغرى إيران بـ«حوافز ذات معنى» وأكّد رغبته في «تعزيز السلطة لا حماس»اختتمت، أمس، أعمال اللقاء السنوي العالمي للأمن في ميونيخ، وسط مؤشرات إلى ليونة أميركية مع إيران، وتقارب مع روسيا، عززتها إيجابية خطاب نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن، الذي أكد تبني الإدارة الأميركية الجديدة «نهجاً جديداً في العلاقات الأميركية في شتّى أنحاء العالم»
مثّل خطاب نائب الرئيس الأميركي، جوزف بايدن، بشأن رؤية الإدارة الأميركية الجديدة لسياستها الخارجية والأمنية، وما تخلله من طروحات مرتبطة بالوضع في فلسطين، والعلاقة مع إيران، إضافةً إلى سبل تحسين علاقات الغرب وروسيا، محور اهتمام المشاركين في مؤتمر ميونيخ أول من أمس.
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستعمل من أجل حلّ الصراع العربي ـــ الإسرائيلي. وقال: «لقد مضى وقت طويل بالنسبة إلينا من أجل ضمان حل الدولتين، سوف نعمل على تحقيق ذلك والتغلب على المتطرفين الذين يعملون على استمرار الصراع، وسنبني على العناصر الإيجابية في مبادرة السلام العربية التي قدمتها السعودية». كما أشار إلى الحاجة إلى وجود شراكة جديدة «من أجل ضمان سلام آمن دائم وعادل بين إسرائيل والفلسطينيين»، مشدداً على «ضرورة العمل في المدى القريب على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة بالتعاون مع مصر وآخرين لوقف التهريب وتطوير مساعدة دولية وجهود إعادة إعمار، تعزز السلطة الفلسطينية لا حماس».
ورأى بايدن أن «في العالم الإسلامي عدداً صغيراً من الإرهابيين الذين يعملون بعيداً عن المنطق». وأضاف «يجب علينا إثباط عزيمتهم. ولكن هناك مئات الملايين من العقول والقلوب في العالم الإسلامي الذين يشاركوننا قيمنا، ينبغي أن نصل إليهم».
ولفت بايدن إلى أنه سيكون هناك توجه جديد للولايات المتحدة في العالم يقوم على مبدأ التعاون مع الآخرين، وقال: «إننا نؤمن أن التحالفات الدولية والمنظمات لا تقلل من قوة أميركا. إننا نعتقد أنها تساعدنا على تحقيق أمننا الجماعي ومصالحنا الاقتصادية وقيمنا، لذلك فإننا سننخرط، وسنستمع ونتشاور».
وقال بايدن إن واشنطن تعيد النظر في سياستها تجاه إيران. وأعرب عن رغبة بلاده في التحدث إلى طهران، وفي أن تعرض عليها خياراً واضحاً للغاية «بين الاستمرار في المسار الحالي وسيكون هناك ضغط وعزلة أو التخلي عن البرنامج النووي غير المشروع ودعم الإرهاب وستكون هناك حوافز ذات معنىوعن أفغانستان، قال بايدن إن بلاده ستواصل العمل للحفاظ على استقرار هذا البلد، مشيراً إلى أن الرئيس باراك أوباما أمر بمراجعة استراتيجية بلاده المتبعة في أفغانستان وباكستان للتأكيد على تحقيق الأهداف المرجوة منها، ومشدداً على ضرورة أن تُجمع الموارد المدنية والعسكرية الأميركية معاً للحيلولة دون أن تصبح أفغانستان ملاذاً آمناً لـ«المتشدّدين الإسلاميين ولمساعدة الأفغان في تطوير قدراتهم لتأمين مستقبلهم». كما أكد الدور الباكستاني في أفغانستان، وشدّد على «ضرورة تعزيز التعاون مع شعب باكستان وحكومته ومساعدتهم على تحقيق الاستقرار في مناطقهم القبلية».
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع روسيا ومسألة «الدرع الصاروخية»، أكد بايدن أن الولايات المتحدة ستستمر في تطوير هذه الدرع لمواجهة «التهديد من إيران». وأضاف «إن العمل على تطوير درع الدفاع الصاروخية سيستمر بالتشاور مع حلفائنا في حلف شمالي الأطلسي وروسيا، وكثيراً ما أثبتت التكنولوجيا أنها فعالة وذات جدوى اقتصادية».
وعزّزت تصريحات بايدن بشأن روسيا الآمال بالوصول إلى تقارب بين الطرفين. وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، سيرغي إيفانوف، الذي التقى بايدن على هامش المؤتمر، أن الإدارة الأميركية الجديدة وجهت «إشارة قوية جداً» من أجل معاودة الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا، مشيراً إلى أن موسكو «تتطلع إلى إجراء محادثات بشأن الدرع مع إدارة أوباما»، وأنها «منفتحة لتقويم مشترك للتهديدات مع الولايات المتحدة».
وفي السياق، أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال المؤتمر، عن اعتقاده بأن «روسيا اليوم لا تمثل تهديداً عسكرياً لحلف شمالي الأطلسي أو للاتحاد الاوروبي». وأضاف «أعتقد أن هناك هدفاً يتعين أن يتحقق يوماً ما، وهو خلق منطقة اقتصادية وإنسانية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا...».
كذلك، أعرب الأمين العام للحلف الأطلسي، ياب دي هوب شيفر، الذي التقى إيفانوف، عن اعتقاده بأن «التعاون الحقيقي عبر الأطلسي بشأن الدفاع الصاروخي بما فيه روسيا أمر ممكن، وسيجعل الذين قد يهددون أوروبا بالصواريخ يفكرون مرتين».
وطالب شيفر الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا، بأن ترسل تعزيزات إلى أفغانستان لتضفي مضموناً واقعياً لإعادة التوازن الذي تدعو إليه مع الولايات المتحدة داخل الحلف.
وعلى صعيد التطورات الأفغانية، وجه الرئيس الأفعاني، حميد قرضاي، خلال المؤتمر، دعوة «لإطلاق عملية المصالحة» في بلاده، واقترح على عناصر «طالبان» «الذين لا ينتمون إلى القاعدة أو الشبكات الإرهابية» العودة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)