ميشيل مُنع في هافانا من التعرّض لـ«الشأن الداخلي»
بول الأشقر
أعادت كوستاريكا، أول من أمس، علاقاتها الدبلوماسية مع كوبا التي كان مقطوعة منذ عام 1961، قبل شهر من انعقاد قمة الأميركيات في ترينيداد وتوباغو.
وضم رئيس الدولة الكاريبية، أوسكار أرياس، صوته إلى رؤساء أميركا اللاتنية الذين ما برحوا يطالبون الولايات المتحدة برفع الحصار عن الجزيرة: «الحرب الباردة ولّت، وأعتقد أن على الرئيس (الأميركي باراك) أوباما التقرّب من أجل فتح الحوار». واقترح على الولايات المتحدة إعادة خليج غوانتنامو إلى كوبا.
أمّا رئيس السلفادور المنتخب، موريسيو فونيس، فقال إن بلاده ستعيد العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، المقطوعة منذ عام 1960، فور تسلّمه السلطة في أول حزيران المقبل.
وبهذا تكون كوستاريكا والسلفادور آخر دولتين في أميركا اللاتنية تعيدان علاقاتهما الدبلوماسية مع الجزيرة الشيوعية؛ فمنذ انتساب كوبا إلى مجموعة ريو في شهر كانون الأول الماضي، استعادت كل دول أميركا اللاتينية الباقية علاقاتها، ولم يبق الآن من كل القارة الأميركية، إلا الولايات المتحدة التي ليس لها علاقات مع كوبا منذ أن جمدت عضوية هذه الأخيرة من منظمة الدول الأميركية عام 1962.
وكان الرئيس السلفادوري الجديد قد تلقّى اتصالاً هاتفياً من أوباما، هنأه فيه على انتصاره ووعده بإرسال مساعد وزير الخارجية لشؤون أميركا اللاتنية وبالالتقاء معه شخصياً في قمة الأميركيات، في محاولة لتبديد أي انطباع بأن الولايات المتحدة مزعوجة من انتخابه.
من جهة أخرى، أعلن وزير خارجية كوبا، برونو رودريغيز، استعداد بلاده لمناقشة مواضيع ذات اهتمام مشترك مع الاتحاد الأوروبي، ومنها قضية حقوق الإنسان. وجاء التصريح خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع مفوض المجموعة الأوروبية للتنمية والمساعدة الإنسانية، لويس ميشال، إثر زيارة هذا الأخير إلى هافانا.
وصوّب رودريغيز كلاماً لميشيل، الذي كان قد تكلم عن التحاور حول وضع السجون، فقال «هذا سوء تفاهم. السجون ليست على طاولة الحوار، فهذا شأن داخلي». وأكد رودريغيز، الذي عيّن وزيراً أصيلاً بعد إقالة سلفه بيريز روكي، أنه «لم يحصل أي تغيير في السياسة الخارجية، فقط الاستمرارية في الخط المرسوم منذ انتصار الثورة عام 1959».
وأكد رودريغيز أن كوبا لن تشارك في قمة الأميركيات لأن «الدعوة لم تشملها عندما أطلقت المبادرة». وأكد أن الوزيرين السابقين اللذين استبعدهما التغيير الحكومي في شباط الماضي، لا يزالان «عضوين في الحزب الشيوعي».