strong>أمير قطر يشدّد على حاجة العالم الإسلامي إلى «قوة مثل إيران»يبدو أن حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد استقرّت على انتهاج مفهوم واسع الأفق إزاء إيران من شأنه جس نبض إمكان تحقيق انطلاقة هامة في العلاقات بين واشنطن وطهران. لكن النظام الإسلامي بشخص مرشده الأعلى، آية الله علي خامنئي، لا يزال غير واثق بإمكان حدوث تقدّم في سياسة واشنطن

واشنطن، طهران ــ الأخبار
شنّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال افتتاح القمة العاشرة لدول منظمة التعاون الاقتصادي (إيكو)، هجوماً على النظام الاقتصادي الغربي. ورأى أن محاولات الإنعاش للاقتصاد الغربي المُنهار لن تؤدّي إلى نتيجة، وأن العالم يشهد مرحلة تحوّلات كبرى بعد «انهيار الاقتصاديّات الاشتراكيّة والرأسماليّة».
ووجّه نجاد، الذي ترأس اجتماعات قمة منظمة «إيكو» أمس، انتقادات للغرب وسياساته الاقتصادية. وقدّم أمام الرؤساء المشاركين مجموعة اقتراحات لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول «إيكو» (إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزيا وتركمانستان وطاجيكستان). أهم هذه المقترحات: إعداد نظام اقتصادي بديل من النظام الاقتصادي العالمي الحالي، وإنشاء مصارف وفروع للمنظمة في كل الدول الأعضاء وإيجاد عملة واحدة للمعاملات والتبادل التجاري بين البلدان الأعضاء، إضافة إلى التعرفة الجمركيّة وتسهيل تأشيرات السفر.
وعلى هامش مؤتمر «إيكو»، التقى نجاد أمير دولة قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، وناقش معه المستجدّات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم. وأعرب حمد عن «ارتياحه للتقدّم الذي تحرزه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف المجالات».
وقال إن «العالم الإسلامي بحاجة إلى قوة مثل إيران، وإن الإنجازات التي تتحقق في هذا البلد تصبّ في مصلحة العالم الإسلامي».
واتفق المشاركون في قمة «إيكو» على دعم مهمة بسط الاستقرار في أفغانستان، وتقديم مساعدات في مجال إعادة إعمار قطاع غزة. وجاء في البيان الختامي للقمة العاشرة أن البلدان الأعضاء في المنظمة تعرب عن تضامنها مع «أهالي قطاع غزة العزّل» في فلسطين، داعين المجتمع الدولي إلى الحؤول دون تكرار العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وإعادة الأمور إلى نصابها، والتمهيد لوصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة. وأكد المشاركون في القمة استعدادهم لإرسال مساعدات إنسانية إلى القطاع. وقال البيان إن «المنظمة تحث أعضاءها على تسريع عملية إعادة الإعمار في أفغانستان».
وحضر القمة، التي ركزّت على الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على المنطقة، الرئيس الأفغاني حميد قرضاي ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري والتركي عبد الله غول، إضافة الى رؤساء أذربيجان وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.
كذلك شارك في القمة الرئيس العراقي جلال الطالباني وأمير قطر ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع بصفة ضيوف شرف.
وعلى هامش القمّة، استقبل المرشد الأعلى للثورة آية الله خامنئي الرئيس التركي عبد الله غول، وشدّد أمامه على «أنه لم يشاهد أي إشارات تدلّ على مساعي الحكومة الأميركية الحالية لإصلاح أخطائها الماضية، بل هي مستمرة بنهجها السابق»، مشيراً إلى «بعض الأخطاء الكبرى للحكومة الأميركية في أفغانستان والعراق وغزة».
وأبلغ خامنئي ضيفه التركي موقفه هذا بوضوح، وخصوصاً أن أنقرة تؤدي الآن دور الوسيط تمهيداً للحوار المفترض بين إيران والولايات المتحدة. لكن نجاد شدّد إثر اللقاء مع نظيره التركي على أن إيران «لا تحتاج إلى وساطة تركيا في تسوية العلاقات مع الولايات المتحدة».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، أن النهج الأميركي الجديد إزاء إيران سيبدأ بخطوات دبلوماسية صغيرة مع الأخذ في الاعتبار السعي حثيثاً لوقف سلمي للتقدّم الإيراني حيال السلاح النووي.
ونوّهت الصحيفة إلى أنّ من غير المرجّح أن تحصل العقوبات الدولية المشددة التي من المتوقع فرضها على طهران على دعم حاسم من جانب روسيا والصين قبل خريف العام الحالي على أفضل تقدير.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي رفيع المستوى قوله بعد محادثات بشأن إيران أجراها لساعات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية الاثنين الماضي، أن الأميركيين قرروا التواصل مع الإيرانيين حتى قبل الانتخابات الإيرانية وأنهم سيستهلّونها بإرسال إشارات إلى طهران تنبئ برغبة الولايات المتحدة في فتح قنوات تواصل معها.
ويرى المسؤول الأوروبي أن الإيرانيين، بينهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، مهتمون بالعلاقات مع الولايات المتحدة، إلاّ أن اهتمامهم مُركّز على تحوّل استراتيجي في المنظور الأميركي لنظام الحكم الإيراني.