أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا فيّون، أول من أمس، أن بلاده لن تقبل بالتعرّض لإسرائيل خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية المعروف باسم «ديربن 2»، والذي سيعقد في 21 نيسان المقبل في جنيف.وقال فيون، خلال العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية في باريس، «أعلم أن المؤتمر يثير لديكم قلقاً مشروعاً. يمكنني أن أؤكد لكم أنه إذا شاركت فرنسا في الاستعدادات للمؤتمر فهي ستشارك بشكل متشدّد. إن عزمنا على محاربة معاداة السامية في فرنسا يتضاعف كثيراً وكثيراً جداً حيال تجلّياتها في الخارج». وأوضح «إذا كان التصدي للعنصرية أمراً محتماً، فهو لن يكون حجة لحصول نفس الالتباس ونفس الرياء الذي حصل في 2001» أثناء مؤتمر ديربن الأول في جنوب أفريقيا، والذي شهد مواقف صلبة ضد إسرائيل.
وأضاف فيون «لن نقبل أن يتم التعرض لدولة إسرائيل والافتراء على سياستها أو أن تتعرض الطائفة اليهودية بمجملها للإساءة»، مؤكداً «لن نتردد في حال حصول هذا الأمر، وبالاشتراك مع حلفائنا الأوروبيين، في أن ننسحب من هذا المؤتمر إذا تطلّب الأمر ذلك».
من ناحيتها، أعلنت إسرائيل أنها ستقاطع الحدث خشية تنديد مشابه لما جرى في جنوب أفريقيا في المؤتمر الأول، ومارست ضغطاً على الولايات المتحدة كي لا تشارك هي الأخرى. ونشرت صحيفة «هآرتس»، أمس، مسوّدة الإعلان المتوقّع صدوره عن المؤتمر. وأشارت إلى أنه تم تكريس بضعة بنود للتنديد المباشر بإسرائيل، فقد ذكر البند رقم 30 أن المؤتمر «يعرب عن قلقه العميق من ممارسات التمييز العنصري ضدّ الفلسطينيين».
أمّا البند 31، فيقول إن المؤتمر «يشدد على أن للشعب الفلسطيني حقاً غير قابل للنقاش في تقرير المصير، وانطلاقاً من هدف تعزيز الاحتلال الإسرائيلي أصبحوا موضع عقاب جماعي وتعذيب وحصار اقتصادي وتقييد خطير لحرية حركتهم وحصار تعسفي على مناطقهم».
وأضافت «هآرتس» أن البند 32 يشير إلى أن المؤتمر «يؤكد مجدداً أن الاحتلال الأجنبي القائم على أساس الاستيطان وقوانين التمييز العنصري وتعزيز الحصار الاقتصادي، يتعارض تماماً ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ويمثّل خرقاً فظّاً لحقوق الإنسان والقانون الإنساني»، معتبراً أنه «جريمة ضد الإنسانية ونوع من الآبارتهايد الحديث وتهديد جدّي للسلام والأمن الدوليين».
في موازاة ذلك، أعلن منظّمو «مسيرة الحياة» الصهيونية أنه في اليوم الذي سيعقد فيه المؤتمر، سيكون هناك 10 آلاف شاب عند بوابّات «أوشفيتس»، وذلك بهدف «منح الجيل الجديد منصّة لقول لا لكراهية اليوم».
(الأخبار، أ ف ب)