تبقى «المسألة الصهيونية» عائقاً أساسياً في علاقة الإيرانيين مع الغرب، ولا سيما أن خطاب الرئيس محمود أحمدي نجاد الأخير في جنيف، وإن كان مخففاً عمّا سبقه، لا يزال متمسّكاً بالثوابت الأساسية في هذا الإطارذكرت الإذاعة الإيرانية ومسؤولون أوروبيون، أمس، أن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي تحدث هاتفياً إلى المنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، بعد ساعات قليلة من إصدار طهران بياناً يوضح موقفها المرحّب بالمحادثات مع الدول الست.
وقال جليلي إن ردّ بلاده على مقترحات الدول الست «يتضمن توجهاً ملائماً جديداً للتقدم في المحادثات في مناخ من الاحترام المتبادل والعدل». أمّا سولانا فقال للصحافيين في بروكسل «تحدثت هاتفياً مع الدكتور جليلي. آمل أن تجري بعض الاتصالات قريباً».
ونقلت الإذاعة الإيرانية عن سولانا قوله إن ردّ إيران «يشمل بنوداً بنّاءة وفرصة جديدة لإحراز تقدم في المحادثات».
وقالت متحدثة باسم سولانا إن الاثنين بحثا إمكان عقد اجتماع يضم جليلي وأحد مساعدي سولانا، روبرت كوبر، مشيرة إلى أن «الخطوة الأولى هي إعداد اجتماع للخبراء، لا يعرفان متى سيعقد. الهدف هو مواصلة الحوار».
على صعيد آخر، واصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هجومه على إسرائيل، وأعلن أمام أهالي مدينة «إسلام» جنوب طهران «أنه ينبغي كسر صنم الصهيونية وإنقاذ البشرية من براثنها»، مضيفاً «أن الشعوب الحرة لن ترضخ أمام هذا الصنم وستحطمه كما أنه محطّم».
وقال نجاد «اليوم صُدّرت الثورة الإسلامية الإيرانية إلى العالم، والشعوب في شتى أرجاء العالم، حتى في أميركا وأوروبا، تتحدّث عن مقارعة الصهيونية، ما يؤكد هذا الأمر».
في غضون ذلك، انتقدت ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة التصريحات الأخيرة للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، بشأن خطاب نجاد في مؤتمر «دوربان 2»، داعية إياه إلى الحفاظ على مكانة المنظمة الدولية وحياديتها.
ورأى مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي، في رسالة سلّمها إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أن تصريحات بان «غير مقبولة ومرفوضة ومؤسفة»، مؤكداً ضرورة أن يكرّس جهوده للحفاظ على مكانة هذه المنظمة الدولية وحياديتها.
ولفت خزاعي إلى أن احترام حرية التعبير يمثّل أحد الأصول التي ينبغي أن تحظى بالاحترام في جلسات الأمم المتحدة.
في السياق، أفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن حشداً من أهالي مدينة إسطنبول التركية نظّموا تجمّعاً أمام مبنى القنصلية الإيرانية هناك، أعلنوا فيه دعمهم لكلمة الرئيس الإيراني في مؤتمر جنيف عن العنصرية، وقدّموا باقة من الزهور إلى القنصلية تثميناً منهم لمواقف نجاد.
إلى ذلك، قتل ضابط إيراني من حرس الحدود واعتقل جندي آخر، خلال اشتباك بين حرسي الحدود الإيراني والأفغاني، شرق البلاد، أول من أمس.
وقالت قناة «برس تي في» الإيرانية، الناطقة باللغة الإنكليزية، إن «أحد الضباط الإيرانيين قتل في تبادل للنيران مع حرس الحدود الأفغاني.. عند حدود إيران مع إقليم نيمروز في جنوب غرب أفغانستان». وأضافت «تقول القوات الأفغانية إنها احتجزت جندياً إيرانياً وصادرت العديد من الأسلحة والذخيرة». وقالت إن المسؤولين الأفغان ذكروا أنهم سيسلّمون جثة الضابط القتيل وسيطلقون سراح الحارس.
(أ ف ب، رويترز، مهر، يو بي آي)