باريس ـ بسّام الطيارةبعد إعلان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تأييده ودعوته إلى انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أولاً من براغ ثم من أنقرة، جدّدت باريس، ومعها بعض الدول الأوروبية، رفضها المطلق لانضمام أنقرة إلى بيتها الأوروبي، وللتدخل الأميركي في هذا الشأن.
وردّاً على أوباما، قال وزير الخارجية، برنار كوشنير، في حديث لإذاعة «أر تي أل» الفرنسية: «لا يعود إلى الأميركيين أن يقرروا من يدخل أوروبا أو لا. نحن أسياد في دارنا». وأشار إلى أنه «كان مع انضمام تركيا، لكنه غير رأيه»، ونسب ذلك إلى موقف تركيا من معارضة تنصيب أنديس فوغ راسموسن أميناً عاماً للحلف الأطلسي، قائلاً: «لقد كنت مصدوماً بسبب شكل الضغوط التي مارستها تركيا علينا».
كذلك، أكّد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية، إيرك شوفاليه، لـ«الأخبار» أن تركيا «هي لاعب أساسي في المنطقة»، لكنّه أصرّ على أنه «لا ضرورة لأن تكون في الاتحاد الأوروبي للعمل على هذه الملفات»، وردّد حديث رئيسه، نيكولا ساركوزي، أن «فرنسا تعارض انضمام تركيا».
لكن شوفاليه لم يقفل الباب نهائياً، قائلاً خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن «المفاوضات مع الأتراك لا تزال في شقها التقني»، وتحدث عن «٣٥ فصلاً يجب إقفالها قبل أن يكون لتركيا حق الانضمام»، مضيفاً أن «٣٠ فصلاً لا تأثير مباشراً لها على القرار النهائي»، بينما الفصول الخمسة الباقية يجب التوصل إلى توافق عليها قبل فتح باب الانضمام.
ورداً على سؤال ثان لـ «الأخبار» حول إذا ما كان «الباب ليس مغلقاً تماماً لانضمام تركيا»، أكد شوفاليه «موقف فرنسا الرسمي الرافض لهذا الانضمام». وقد انتقد الاشتراكيون «رفض ساركوزي بالمطلق» الانفتاح على مبدأ قبول تركيا.
وفي موقف أوروبي مماثل، أعلن وزير الخارجية النمساوي، ميكايل شبيندلغر، أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هي من «ستقرر بمفردها» مسألة انضمام تركيا اليها. وقال للإذاعة العامة النمسوية ردّاً على أوباما إن «الأمر ليس جديداً، إدارة (الرئيس السابق جورج) بوش حاولت بدورها إقناعنا، لكن من الواضح أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه ستقرر بمفردها». وأضاف أن «المسألة تكمن في معرفة ما إذا كانت تركيا تغير موقفها. هناك ثمانية فصول مجمدة في المفاوضات ولا إشارة إلى أن هذا الأمر يتغير».
لكن في الوقت الذي يزيد أوباما من ضغوطه لانضمام تركيا للاتحاد، فإن تسليط الضوء على موقف فرنسا لا بد من أن يدفع نحو «راديكالية مقابلة من جانب أنقرة»، ويتخوف المراقبون من أن ينعكس هذا الرفض على عدد من الملفات مثل المفاوضات بين إسرائيل وسوريا التي تشجعها باريس، إضافة إلى «عرقلة تركية لبعض القرارات الأطلسية في أفغانستان أو إيران».