مع تولّي الحكومة اليمينيّة في إسرائيل مقاليد الحكم، بات التطرّف يحكم السياسة، وهو ما تخشاه الولايات المتحدة، ولا سيما مع إمكان إقدام حكومة بنيامين نتنياهو على عمل متهوّر تجاه إيران
واشنطن ــ محمد سعيد
حذّر قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال ديفيد بترايوس، من إمكان قيام إسرائيل بشن هجوم على إيران لمنعها من الحصول على قدرات نووية. وقال، في جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، أول من أمس، إن «إسرائيل ربما تجد نفسها في النهاية مهددة بشبح السلاح النووي الإيراني، ومن ثم قد تتخذ إجراءً عسكرياً وقائياً لإخراج هذا البرنامج عن مساره أو تعطيله».
ورأى بترايوس، في بيانه الافتتاحي المعدّ سلفاً، أن «انخراط الولايات المتحدة أكثر في عملية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي سيساعد على الحدّ من الأثر السلبي» للنفوذ الإيراني في المنطقة. وقال «إن بذل الولايات المتحدة جهوداً صادقة على صعيد قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، بحيث تبيّن لحكومات وشعوب المنطقة السبيل إلى التوصل لتسوية شاملة للنزاعات، سيحدّ من فكرة المقاومة المسلّحة التي تجد إيران والمنظمات المتطرفة الحرية لاستغلالها».
غير أن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس استبعد أن تشن إسرائيل عمليات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية هذا العام. وقال، في مقابلة مع صحيفة «فايننشيال تايمز»، نشرت أمس، إنه سوف يُفاجأ إذا هاجمت إسرائيل إيران هذا العام لمنعها من تطوير سلاح نووي. وأضاف أن «لدى الولايات المتحدة وإسرائيل وقتاً كافياً لإقناع طهران بالتخلي عن برنامج أسلحة نووية». وأوضح أنه «لا يعتقد أن إيران ستعبر خطاً أحمر نوويّاً هذا العام».
أما رئيس الأركان الأميركي، الادميرال مايك مولن، فقد حذّر من مغبة العواقب غير المعروفة إذا شنت إسرائيل هجوماً على إيران، مشيراً إلى أن «المنطقة غير مستقرة، ولا أعتقد أننا بحاجة إلى أن تصبح أكثر اضطراباً». ودعا إلى التعقل في معالجة الملف النووي الإيراني، الذي وصفه بأنه «مصدر عدم استقرار». وقال إن «هجوماً على إيران قد تكون له عواقب غير مقصودة يصعب التحكم بها من حيث زعزعة استقرار المنطقة». وأضاف «إنني أدرك وجهة النظر الإسرائيلية. فقد كانت الزعامة الإيرانية صريحة بشأن الرغبة في القضاء على إسرائيل، التي تنظر إلى ذلك كتهديد لوجودها. إن لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، لذلك فإنني آمل أن يسمح الحوار بأن تكون اليد العليا للعقل».
من جهة ثانية، انضمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية في تأكيد الدعم لإسرائيل والترحيب بحكومة إسرائيل الجديدة برئاسة زعيم «الليكود» بنيامين نتنياهو. وقالت، في بيان، إنها «تتطلّع إلى العمل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة».
إلى ذلك، أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إلى أن الولايات المتحدة سترفع الحظر المفروض على دخول عوزي آراد، كبير مساعدي نتنياهو، إلى أراضيها.
وكانت السلطات الأميركية قد منعت آراد، المسؤول السابق في جهاز الموساد الإسرائيلي الذي ينتظر أن يعيّنه نتنياهو مستشاراً أمنياً له، من دخول الولايات المتحدة منذ عام 2007 بسبب ثبوت تورطه في قضية التجسس على مستندات سرية للبنتاغون، اعترف محلل الشؤون الإيرانية السابق في البنتاغون، لاري فرانكلين، بتمريرها لآراد من خلال الملحق السياسي السابق في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، ناعور غيلون، والمدير (السابق) للشؤون السياسية في منظمة «إيباك»، ستيفن روزين.