رفعت المحكمة الباكستانية الحظر عن زعيم المعارضة نواز شريف وشقيقه شهباز، في الترشح للانتخابات العامة، فيما تتواصل المعركة في سوات لمصلحة الجيش، بعدما أعلنت حركة «طالبان» انسحابها من الوادي، لكن على أن تتابع الجهاد على جبهات أخرى.وبعد صدور قرار المحكمة، قال شريف «أريد أن أحيّي شعب باكستان على جهوده العظيمة ونضاله من أجل استقلالية القضاء»، مضيفاً «وأريد أن أشكر الله أيضاً». وأكد أنه «لن يسعى إلى زعزعة استقرار الحكومة أو العمل من أجل انتخابات مبكرة».
وذكرت محطة «جيو» الباكستانية أن المحكمة العليا بدأت منذ الـ11 من الشهر الجاري بمراجعة العرائض التي قدمها الأخوان شريف رداً على قرار المحكمة السابق في 25 شباط الماضي بعدم أهليّتهما لخوض الانتخابات، وقررت إلغاء القرار السابق وإعلان أهليّتهما لخوض الانتخابات في 2013 وتولّي مناصب حكومية.
ولفتت وسائل الإعلام إلى أن مسؤولاً أميركياً قال إن واشنطن تقوم بجهود من أجل تشجيع الرئيس آصف علي زرداري، الذي لا يتمتع بشعبية، على تقاسم السلطة مع شريف، لدفع البلاد إلى مركز الاعتدال.
ويرى مراقبون أن قرار المحكمة يصبّ في مصلحة الاستقرار العام. وعلّق المحلل السياسي حسن عسكري رضوي قائلاً إن «القرار سيخفّف التوتر في النظام السياسي لباكستان»، مضيفاً أن «حزب شريف (الرابطة الإسلامية) كان غاضباً وقلقاً، والآن سيدخل إلى الساحة السياسية».
في تطورات المعركة بين الجيش و«طالبان»، أمر قائد الحركة في سوات مولانا فضل الله رجاله بالانسحاب من مينغورا، كبرى مدن المنطقة، لكنّه وعد بمواصلة الجهاد في مكان آخر. وقال المتحدث باسمه، مسلم خان، إن «مولانا فضل الله أمر كل المجاهدين بوقف المقاومة في مينغورا ومحيطها للتخفيف من معاناة السكان وتجنّب الخسائر في صفوف المدنيين». وأكد أن «غالبية مجاهدينا غادرت مينغورا»، مضيفاً «سنقاتل حتى آخر قطرة من دمائنا من أجل تطبيق الشريعة». وتابع «باتت الطريق مفتوحة الآن أمام الحكومة، وإن كانت صادقة في حديثها عن حماية الناس، فعليها إعادتهم من المخيمات، نحن لن نعوقها».
في المقابل، أكد الجيش أنه يواصل بسط السيطرة على المدينة شارعاً تلو الآخر بعد فرار السكان، لكنه أشار إلى أنه لقي «مقاومة ضارية» في بعض الأحياء. وأعلن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، خلال لقائه وفداً من مجلس الشيوخ الأميركي، أن العملية العسكرية ستستمر إلى أن تصل إلى خواتيمها المنطقية. وجدد دعوته المجتمع الدولي إلى المساعدة في حل أزمة النازحين جرّاء المعارك، الذين قارب عددهم 2.4 مليون نازح.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)