زوّد الجيش الأميركي باكستان، للمرة الأولى، بمجموعة واسعة من المعلومات الاستخبارية التي جمعتها طائرات الاستطلاع الأميركية من دون طيار، خلال تحليقها على طول الحدود، فيما تتواصل العملية العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية ضدّ معاقل «طالبان»، ويتصاعد معها عدد القتلى في صفوف المسلحين والجيش، وتتفاقم أيضاً معاناة المدنيين والنازحين.ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «هذه الخطوة تهدف إلى تخفيف التوتر الناجم عن رفض السلطات الباكستانية للطلعات الجوية وعمليات القصف التي تشنّها الطائرات الأميركية داخل المناطق القبلية». وقال المسؤولون أنفسهم إنه «على الرغم من موافقة السلطات الباكستانية على قيام الطائرات من دون طيار بعدد محدود من مهمات المراقبة، في الربيع الماضي، فإن طلب استمرار هذه المهمات توقف من دون أي توضيح من الجانب الباكستاني»، وسط ترجيحات أن يكون السبب وجود انقسام في صفوف الجيش الباكستاني بشأن مدى التعاون مع أجهزة الاستخبارات الأميركية.وأكد مسؤولون أميركيون عسكريون أنه ليس هناك خطة للسماح للعسكريين بالانضمام إلى وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» في تشغيل طائرات الاستطلاع في باكستان، فيما أشار مسؤولون باكستانيون إلى أن الرئيس آصف زرداري يريد أن تكون لبلاده يد في تشغيل الطائرات لامتصاص الغضب داخل باكستان.
وقال السفير الباكستاني لدى واشنطن حسين حقاني، إن «المخاوف الباكستانية من الطائرات من دون طيار لا علاقة لها بقدرة هذه التكنولوجيا على القضاء على الأشرار، بل بالأضرار الجانبية والمخاوف بشأن السيادة الوطنية». لكن إدارة باراك أوباما ترفض تقاسم تقنيات تشغيل الطائرات مع القوات الباكستانية. وقال مسؤول أميركي إن بلاده لم ترض أن تتقاسم هذا النوع من المعلومات «مع أقرب حلفائنا، كبريطانيا أو أوستراليا أو منظمة حلف شمالي الأطلسي». وكان زرداري، الذي يقوم بزيارة إلى فرنسا اليوم، قد أعلن أول من أمس أن بلاده طلبت من واشنطن «ملكية» طائرات الاستطلاع الأميركية. وأشار إلى أن إسلام آباد «تتفاوض مع واشنطن على شروط خاصة بتلك الطائرات». وفي تطورات العملية العسكرية الهجومية التي يشنّها الجيش الباكستاني على معاقل «طالبان» في المنطقة القبلية، قصفت المدافع مخابئ يشتبه في أنها لطالبان في سوات ومنطقة لور دير المجاورة. وقال مسؤول عسكري إن القوات أصبحت على بعد 16 كيلومتراً من مدينة مينغورا في سوات، وتحدث الجيش الباكستاني عن «قتال عنيف» في بيوشار التي يشتبه في أن زعيم حركة نفاذ الشريعة المحمدية، مولانا فضل الله، يختبئ فيها. وذكر أن 54 مسلحاً وتسعة من عناصر الأمن الباكستاني قتلوا خلال العمليات القتالية.
(أ ف ب، يو بي آي)