ظهر الارتباك واضحاً في أروقة وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، بينما كانت تستعد لاستقبال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى مواجهة تظاهرات معارضة لزيارته
باريس ــ بسّام الطيارة
قد تكون التظاهرات التي استقبلت وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في باريس، أمس، شجعت الوزير اليميني المتطرف على «تلطيف» خطابه. فقد نقل عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إريك شوفالييه، في حديث إلى «الأخبار»، «التزامه بخريطة الطريق» مع السلطة الفلسطينية، لكنّه لم يتطرّق إلى الدولة الفلسطينية التي لا يزال ليبرمان يرفض الإقرار بها.
وقد «تهرّب» الرئيس نيكولا ساركوزي، من لقاء ليبرمان، إذ صرّح مصدر في القصر الرئاسي بأن مستشاره جان كلود غيان سيلتقي الوزير اليميني المتطرف، بينما أكدت مصادر أخرى إمكان أن «يطلّ ساكوزي على اللقاء».
وفي السياق، أكد شوفالييه أنّ «الزيارة تجري بطلب من الوزير الإسرائيلي»، وأنها ستسمح لباريس بتذكيره بأن «فرنسا تعلّق أهمية كبرى على عملية السلام».
وتوقّع العديد من المراقبين أن يمثّل «الخطر الإيراني محور أحاديث ليبرمان» في باريس، ولا سيما أنه استبق وصوله إلى العاصمة الفرنسيّة بالمطالبة بأن لا تتعدى مدة الجهود الأميركية لإنهاء الأزمة النووية مع إيران عن طريق الحوار ثلاثة أشهر، يجب بعدها اتخاذ «إجراءات عملية».
إلا أنّ «إغلاق» اللقاءات مع ليبرمان وإبقاء الصحافة بعيداً عن أجوائها يرجّحان أنّ تكون الدبلوماسية الفرنسية «غير راغبة في إظهار التناقض الواضح بين مواقفها المبدئية بشأن تسوية القضية الفلسطينية وطروحات الحكومة اليمينية الجديدة» في تل أبيب، وأنه لا «إمكان لإبراز مواقف متشابهة بين إسرائيل وفرنسا بشأن الملف الإيراني».
وما يزيد من صعوبة المقاربة الفرنسية للقاء ليبرمان تعدّد الأصوات في المعسكر الأوروبي بشأن «ترفيع العلاقات بين أوروبا وإسرائيل» بعد التصريحات المتناقضة لوزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني والمفوّضة الأوروبية بنيتا فيريرو فالدنر حيال هذا الموضوع. أما في «الكي دورسيه»، فلا تزال «ذكرى ترفيع العلاقات تمثّل كابوساً»، نظراً إلى المجهود الذي بُذل في باريس لتبرير هذا الترفيع في عزّ العدوان على غزة.
ومع توقّف مسار الترفيع، فإن التساؤل يتمحور حول قدرة الأوروبيين، والفرنسيين بوجه خاص، على التأثير على حكومة بنيامين نتنياهو. ورأت مصادر في الخارجية أن من الممكن إجراء محادثات مع ليبرمان في مجالات عدة، مشيرة إلى أن «من الضروري أن تؤيد إسرائيل قيام دولة فلسطينية».
على صعيد متصل، نفى شوفالييه وجود تشابه بين موقف باريس من «حماس» التي قُطعت العلاقات معها، والموقف من الحكومة اليمينية في الدولة العبرية. وقال، رداً على سؤال لـ«الأخبار»، عما إذا كان يمكن باريس أن تتعامل مستقبلاً مع حكومة فلسطينية تضم وزراء من «حماس»، إنّ فرنسا «تؤيّد حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وهي مستعدة للتعامل معها شرط إلتزامها بالسلام».