واشنطن ــ محمد سعيدأعرب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال استقباله نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في البيت الأبيض أمس، عن «قلقه العميق» حيال تداعيات الانتخابات الإيرانية، لكنه أكد عدم رغبته في التدخل في شؤون إيران الداخلية.
وغازل أوباما المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، مشيراً إلى أن قراره بفتح تحقيق يدلّ على «أنه يتفهم أن الشعب الإيراني لديه قلق بالغ بشأن الانتخابات».
ورأى أوباما أنه «بالنظر إلى تاريخ العلاقات الأميركية ـــــ الإيرانية، لن يكون من المجدي أن يتدخل الرئيس الأميركي في الانتخابات الإيرانية». لكنه انتقد في الوقت نفسه وبطريقة غير مباشرة الممارسات الإيرانية بحق المتظاهرين، قائلاً «حين أشاهد عنفاً يمارّس بحق معارضين مسالمين، حين أرى معارضين عزلاً يُقمعون، أينما حصل ذلك، فإنه مبعث قلق لي ومبعث قلق للشعب الأميركي». وأضاف «ليس بهذه الطريقة تتصرف الحكومات مع شعوبها».
وكان أوباما قد دعا، بعد لقائه رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني، إلى إجراء تحقيق في ادعاءات بتزوير الانتخابات الرئاسية في إيران للحيلولة دون وقوع المزيد من أعمال العنف، متعهداً في الوقت نفسه مواصلة مساعيه «الدبلوماسية القوية والعنيدة مع النظام في طهران».
وقال أوباما إنه «يشعر بالانزعاج إزاء أعمال العنف الدائرة هناك»، مؤكداً حق الإيرانيين في «اتخاذ القرارات واختيار قادتهم، ونحن نحترم السيادة الإيرانية، ونودّ أن نتجنب أن تصبح الولايات المتحدة هي القضية داخل إيران».
وشدد أوباما على أنه «كثيراً ما آمن بالدبلوماسية العنيدة والصارمة رغم كل الخلافات مع الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، ومع عدم الاستسلام للأوهام في التعامل مع إيران، وخصوصاً في ما يخص التأكد من عدم رؤية سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط»، ومن عدم قيام طهران بتصدير «نشاط إرهابي». وقال إن هذه مصالح جوهرية ليس فقط للولايات المتحدة بل أيضاً للعالم كله. وتوجه إلى الشباب الإيراني قائلاً إن «الولايات المتحدة لا تريد أن تتخذ أي قرارات نيابة عنهم، إلا أنها تعتقد أن أصواتهم وأصوات الشعب الإيراني يجب أن تُسمع وتحترم».
وأمام الأحداث الإيرانية، انهمكت الصحافة الأميركية بتحليل ما يحصل وتداعياته على النظام. ورأت «نيويورك تايمز» أن سلطة المرشد الأعلى للجمهورية، علي خامنئي، باتت عرضة لمخاطر. وأشارت إلى أنه «في مخالفة نادرة من تاريخ طويل من التحركات الحذرة، سارع المرشد الأعلى إلى مباركة الرئيس الإيراني بعد فوزه بالانتخابات»، مضيفةً إنه «تراجع عندما اندلعت أعمال عنف»، معلناً أن مجلس صيانة الدستور سيحقق في عملية التصويت.
ومن باريس، أعلن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أن «رد الفعل العنيف» على الانتخابات الرئاسية «يعكس حجم التزوير». وقال، لصحافيين في ليبرفيل على هامش تشييع الرئيس الغابوني عمر بونغو أونديمبا، إن «هذه الانتخابات خبر سيئ جداً، الشعب الإيراني يستحق غير ذلك»، مبدياً «قلقه حيال الوضع في إيران»، وواصفاً ما يحصل بأنه «مأساة». أما رئيس الوزراء فرنسوا فييون، فوجه «نداءً إلى السلطات الإيرانية لتختار الحوار» وتتجنب «اتخاذ موقف متشدد» حيال المتظاهرين.
بدورها، أعربت المفوضية الأوروبية عن «قلقها الكبير» للوضع في إيران، مشددة على وجوب احترام «الحق في التظاهر بالطرق السلمية». والموقف نفسه صدر من روما، عبر وزير الخارجية فرانكو فراتيني.
روسيا، التي استقبلت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، فضلت البقاء على الحياد. وقال نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، إن «مسألة الانتخابات في إيران شأن داخلي للشعب الإيراني». وأضاف «نرحب بتنظيم الانتخابات ونرحب برئيس إيران المنتخب على الأرض الروسية».
لكن متحدثاً باسم الكرملين أشار إلى أن لقاءً ثنائياً كان مقرراً على هامش القمة بين الرئيس الإيراني ونظيره الروسي، ديمتري مدفيدف، للبحث خصوصاً في البرنامج النووي الإيراني قد ألغي. وقال «لن يعقد لقاء ثنائي».