أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، تأييده لبقاء أسفنديار رحيم مشائي في منصب النائب الأول للرئيس، رغم الانتقادات التي تعرّض لها، مشيراً إلى أنه يملك «ألف سبب» ليظهر عاطفة حياله.وقال نجاد عن مشائي، الذي تربطه به صلة نسب، «إنه أشبه بنبع مياه نقية.. البعض يسألني لماذا أكنّ له كل هذه العاطفة، وأجيبهم: لألف سبب، أحدها أنه حين يجلس المرء ويتناقش معه فليس هناك مسافة، إنه أشبه بمرآة شفافة»، مضيفاً أنه «شرف كبير لي أن أكون عرفت مشائي، هذا الرجل الكبير».
وكانت وكالة «أسوشييتد برس» ذكرت أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي طلب من نجاد العدول عن ترشيح مشائي لمنصب النائب الأول للرئيس، بعد حملة الانتقادات التي تعرّض لها من قيادات محافظة، على خلفية تصريحات أدلى بها مشائي العام الماضي قال خلالها إن «إيران صديقة للشعب الإسرائيلي».
ونقلت «أسوشييتد برس» عن وكالات أنباء إيرانية قولها إن خامنئي استاء من جرّاء تمسك نجاد بتعيين مشائي. وذكر نائب رئيس البرلمان الإيراني، محمد حسن أبو ترابي، أن خامنئي وجّه كتاباً خطيّاً إلى نجاد يطلب فيه عدم تعيين مشائي في هذا المنصب.
وكان مستشار نجاد، علي أكبر جوان فكر، قد قال أول من أمس، إن الرئيس الإيراني لن يتراجع عن قراره بشأن تعيين نائبه الأول.
من جهته، أوضح مشائي طبيعة تصريحاته المثيرة للجدل عن إسرائيل، قائلاً «ما صرّحت به في إحدى المرات لم يكن له علاقه إطلاقاً بالكيان الصهيوني الغاصب، ولكن تحدثت عن سكان الكيان. وكان في الحقيقة حرباً نفسية ضد هذا الكيان». وأضاف «موقفي واضح تماماً من الكيان الصهيوني، إذ إن لي المئات من الخطب ضد هذا الكيان».
من جهة أخرى، أعلن المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة، مير حسين موسوي، أن مشكلات إيران على الصعيدين المحلي والدولي ستتفاقم بسبب افتقار الحكومة المقبلة لنجاد «إلى الشرعية».
وقال موسوي، خلال لقاء مع جامعيين وصحافيين في طهران، «لديكم حكومة ترفض النخب العمل معها، ومن جهة أخرى حكومة ليست مهتمة بتجربة هذه النخب»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء «إرنا». وأضاف أن «هذا الأمر سيؤدي إلى انعدام الفاعلية والشرعية، ما قد يزيد المشكلات الداخلية وفي الخارج».
إلى ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، خلال اللقاء الوزاري السنوي لمنظمة «آسيان» في تايلاند، أن الولايات المتحدة لا ترى أي معوقات تحول دون تطوير إيران برنامجها النووي السلمي. وقالت إن «طريق النووي السلمي مفتوح أمام إيران، إذا كان هذا بالذات ما تصبو إليه»، مؤكدة أن الإيرانيين «لن يكونوا قادرين على التهديد أو السيطرة عند امتلاكهم سلاحاً نووياً، على عكس ما يعتقدون».
ومن تايلاند أيضاً، رأى الوزير الإسرائيلي المكلف بأجهزة الاستخبارات، دان مريدور، في تصريح لإذاعة جيش الاحتلال، أن كلينتون ارتكبت «خطأً» عندما «استسلمت» أمام احتمال امتلاك إيران لسلاح نووي. وقال «لا ينبغي التحرك الآن على افتراض أن إيران ستمتلك سلاحاً نووياً، بل يجب العمل على منع ذلك».
(أ ف ب، أ ب، إرنا، رويترز)