هدّد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، للمرة الأولى، أمس، بمهاجمة مصالح صينية في الخارج انتقاماً للإيغور المسلمين الذين قتلوا في أعمال العنف في إقليم شينجيانغ، كما أفادت مجموعة لتحليل المخاطر. وكان تقرير صادر عن مكتب «سترلينغ اسينت» لتحليل المخاطر، مقرّه لندن، قد أفاد بأن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي هدد بمهاجمة العمال الصينيين الموجودين في شمال أفريقيا، حيث يعمل مئات آلاف الصينيين، بينهم خمسون ألفاً في الجزائر، انتقاماً لضحايا الإيغور في منطقة شينجيانغ الصينية.وقال التقرير الذي كشفت عنه أولاً صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» إنه «إذا كان القاعدة في المغرب الإسلامي أول تنظيمات القاعدة التي تؤكد علناً أنها ستستهدف مصالح صينية، فمن المتوقع أن تتبعها تنظيمات أخرى تابعة للقاعدة». وأفاد التقرير بأنه «يجب أخذ التهديد على محمل الجد»، لافتاً إلى «تزايد الحديث بين الجهاديين عن العزم على التعرّض للصين». وتابع أن «بعض الأفراد بدأوا ينشطون لجمع معلومات عن المصالح الصينية في العالم الإسلامي التي يمكن اعتبارها أهدافاً».
وبحسب الصحيفة، فإن تحليل «ستيرلينغ اسينت» مبني على معلومات كشفها أشخاص حضروا جلسات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وقال التقرير إن المجموعة المتطرفة يمكن أن تستهدف مشاريع صينية في اليمن. ولفت مكتب التحاليل أيضاً إلى قيام القاعدة بقتل 24 عاملاً أمنياً جزائرياً كان يفترض أنهم يتولّون حماية مهندسين صينيين قبل ثلاثة أسابيع. وأضاف التقرير «أن الهجمات المقبلة من هذا النوع قد تستهدف قوات أمنية ومهندسين صينيين على حد سواء». وتابع أن «السيناريو الأكثر ترجيحاً سيكون تشجيع قيادة القاعدة المركزية لفروعها في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية على مهاجمة أهداف صينية في مناطقها».
ورداً على هذه المعلومات، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، كين غانغ، أن الصين ستتخذ كل التدابير اللازمة لحماية رعاياها في الخارج. وقال في مؤتمر صحافي إن «الحكومة الصينية ترفض الإرهاب بشتى أشكاله». وأضاف «سنتابع الوضع عن كثب، وسنبذل جهوداً مشتركة مع الدول المعنية لاتخاذ كل التدابير اللازمة بغية توفير أمن المؤسسات والرعايا الصينيين في الخارج».
من جهة ثانية، نفت الصين اتهامات تركيا بارتكاب إبادة جماعية. وقال كين إن «الاتهامات غير منطقية». وأضاف أن «أغلب من لقوا حتفهم في أعمال الشغب كانوا من الهان، وإنّ السكان من الإيغور خلال العقدين الماضيين هم الذين كانوا يطلقون النار». وفي مقال افتتاحي بعنوان «لا تلووا الحقائق»، قالت صحيفة «تشاينا ديلي» التي تصدر باللغة الإنجليزية، إن حقيقة أن 137 من بين 184 قتيلاً هم من الهان «تدل بوضوح على طبيعة الحادث». وحثّت الصحيفة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان على «سحب تصريحاته التي تمثّل تدخلاً في الشؤون الداخلية للصين».
في هذا الوقت، عاد التوتر ليسيطر على أحياء أرومتشي بعد أحداث أول من أمس، حين قتلت الشرطة اثنين «مشتبهاً فيهما» من الإيغور، فانتشرت مجموعات من عناصر شرطة مكافحة الشغب في المنطقة، ما يظهر أن الوضع لم يستقر، رغم أن السلطات أعلنت أنه بات «تحت السيطرة».
إلى ذلك، ذكرت مصادر نيابية أردنية أن 40 نائباً وقّعوا مذكرة ورفعوها إلى رئاسة مجلس النواب، تطالب الحكومة باستدعاء السفير الصيني في عمّان للاحتجاج على ما سمّوه «الانتهاكات» التي يتعرّض لها المسلمون في الصين. وقالت المصادر إن النواب الموقّعين على المذكرة طالبوا باستدعاء السفير الصيني في عمّان و«إبلاغه الاستنكار الشديد والإدانة لما يحدث».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، شينخوا)