تجددت الاضطرابات، أمس، في عدد من الأماكن بمدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ الصيني الذي تسكنه غالبية من المسلمين الإيغور، فيما اعتقلت الشرطة أكثر من 1400 شخص على علاقة بالأحداث التي بدأت قبل ثلاثة أيام. وأفاد مراسل «رويترز» بوقوع اشتباكات بين حشود من الهان الصينيين، الذين نزلوا إلى شوارع أورومتشي حاملين الهراوات والسكاكين والرفوش متوعدين بالانتقام، وعدة مئات من الإيغور، ما أدى إلى إصابة رجل واحد على الأقل. وعلى الأثر تدخلت شرطة مكافحة الشغب وأقامت حاجزاً بشرياً للفصل بين المجموعتين.كذلك وقعت اشتباكات بين مئات المحتجين من الإيغور وشرطة مكافحة الشغب، بعد تظاهرة نظمت لمعرفة مصير المفقودين. وفي محاولة لفرض السيطرة على الاضطرابات، أعلنت وكالة الصين الجديدة للأنباء «شينخوا»، فرض الحكومة حظر تجوال في المدينة بدءاً من مساء أمس. وكشف رئيس الحزب الشيوعي الصيني في أورومتشي، لي زي، عن لجوء السلطات إلى قطع اتصالات الإنترنت في بعض المناطق لمنع توسع الاضطرابات، التي أدّت إلى سقوط 156 قتيلاً. وتعهد لي بإنزال أقصى العقوبات بالمسؤولين عن أعمال الشغب. في هذه الأثناء، أعلنت مصادر رسمية أن الشرطة اعتقلت 1434 مشتبهاً بهم في أحداث الشغب، بينهم 1379 رجلاً و55 امرأة.
وأثارت الاضطرابات ردود فعل دولية منددة. ودعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، السلطات الصينية والجماعات العرقية في الإقليم إلى الإحجام عن القيام بمزيد من العنف بعد ما وصفته «بمأساة كبرى». بدورها، طالبت الجمعية الصينية «هيومن رايتس ديفندرز»، في بيان، «السلطات المختصة إلى ضمان الحق بمحاكمة عادلة لكل المواطنين، والتأكد من أن التحقيقات والإجراءات العقابية تتطابق مع القانون».
كذلك دعت مديرة آسيا في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، صوفي ريتشاردسون، إلى إجراء تحقيق مستقل في الاضطرابات. واستنكرت كل من جماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن ومنظمة المؤتمر الإسلامي الاستخدام غير المتكافئ للقوة، ودعتا إلى إجراء تحقيق في الأحداث واحترام حقوق الأقليات المسلمة.
من جهته، عبّر الناطق باسم الخارجية الفرنسية، إريك شوفالييه، عن قلق بلاده العميق إزاء الأحداث، فيما أعلنت المستشارة الألمانية، أنجلينا ميركل، أنها ستعمد إلى التشاور مع الرئيس الصيني هو جينتاو، في الاضطرابات الأخيرة خلال قمة مجموعة الثماني.
في المقابل، عبرت الصين عن أسفها لعدم تعاطف جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان مع ضحايا الاضطرابات. واتهمتها بـ«الانحياز».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)


دعت المعارِضة الصينية الأويغورية، ربيعة قدير (الصورة)، خلال مؤتمر صحافي عقدته من منفاها في واشنطن أول من أمس، إلى إجراء تحقيق دولي في أعمال العنف الدامية التي يشهدها إقليم شينجيانغ.
وقالت قدير، التي تتهمها بكين بأنها حرضت أنصارها على استخدام العنف: «نأمل أن ترسل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرقها للتحقيق في ما حصل فعلاً في شينجيانغ».
(أ ف ب، يو بي آي)