رغم الهدوء الذي تشهده الساحة الإيرانية هذه الأيام، لا تزال تداعيات الاضطرابات الأخيرة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية تتمظهر بين وقت وآخر، سواء بأخبار المحاكمات أو بـ«شائعات» جديدة عن مقبرة جماعية للمعارضين
نفى المسؤول عن مقبرة «جنة الزهراء» في طهران، محمود رازيان، أمس، ما ذكرته وسائل إعلام المعارضة عن حصول عمليات دفن سرية لمتظاهرين قُتلوا في التجمعات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، حسبما نقلت عنه وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء. وقال رازيان للوكالة: «لم نتلقّ في الآونة الأخيرة أي جثة غير محددة الهوية، ولم يجبرنا أحد على إصدار أذونات دفن»، مضيفاً أن «المعلومات عن قبور جماعية مغلوطة». وكان الموقع الإخباري الإصلاحي «نوروزنيوز»، قد أكد يوم السبت الماضي أن أكثر من أربعين شخصاً دُفنوا بين 12 و 15 تموز، في قبور جماعية في القطاع 302 من مقبرة «جنة الزهراء» جنوب العاصمة.
في هذا الوقت، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية، أمس، أن سبعة متظاهرين إضافيين سيحاكمون بدءاً من اليوم الثلاثاء، لمشاركتهم في التظاهرات التي أعقبت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في 12 حزيران الماضي. وقالت وكالة أنباء «فارس» إن المتهمين السبعة «ناشطون سياسيون ومشاغبون» أُوقفوا خلال أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات.
ويُحاكَم 140 شخصاً شاركوا في تظاهرات الاحتجاج على إعادة انتخاب نجاد، بينهم مسؤولون إصلاحيون وناشطون سياسيون والجامعية الفرنسية كلوتيلد ريس، المتهمة بالتجسس وموظفان في السفارتين البريطانية والفرنسية.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، إريك شوفالييه، أن إيران «لم تستجب لجهود الحوار»، التي أطلقتها الأسرة الدولية بشأن ملفها النووي، فيما كان نظيره الإيراني، حسن قشقاوي، يقول إن «الوقت مناسب لتعيد الأطراف الأخرى النظر في سياساتها، بدلاً من معاداة إيران».
ورد شوفالييه على تصريحات قشقاوي في مؤتمر صحافي بالقول: «لقد ضاعفنا مع شركائنا الستة (الصين والولايات المتحدة وألمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا) جهود الحوار في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الأشهر الماضية التي أعقبت انتخاب الرئيس (الأميركي) باراك أوباما». وأضاف أن «إيران تجاهلت هذه الجهود إلى اليوم، ولا تزال ترفض تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي. وبمواصلة نشاطاتها الحساسة منتهكة بذلك هذه القرارات، لا تترك إيران، للأسف، للأسرة الدولية، خياراً غير مواصلة زيادة الضغوط للتوصل إلى حل تفاوضي».
في المقابل، قال قشقاوي «إنه الوقت المناسب لتراجع الأطراف الأخرى سياستها، وبدلاً من مواجهة إيران، عليها محاورتها»، مضيفاً أن «التجربة السابقة تدل على تفاهة العقوبات. إن العقوبات لا تمنعنا من الدفاع عن حقوقنا الشرعية».
وكان مندوب إيران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، قد قال في تصريح لوكالة «إرنا»، أن ممثلي مجموعة دول عدم الانحياز لدى وكالة الطاقة (نم)، سلموا رسالة إلى المدير العام للوكالة محمد البرادعي، بخصوص دعمها لاقتراح إيران في حظر التهديد وشن هجوم على المنشآت النووية قيد العمل والإنجاز.
إلى ذلك، انتخبت المحكمة العليا في إيران، وزير الأمن السابق غلام حسين محسني أجائي، مدعياً عاماً للبلاد، وممثل الولي الفقيه وإمام جمعة محافظة مركزي، آية الله غركاني رئيساً للمحكمة العليا.
وقالت وكالة «مهر» إن هذا الانتخاب حصل خلال اجتماع استشاري مع قضاة المحكمة العليا للبلاد، عقده رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني، أول من أمس.
(أ ف ب، أرنا، يو بي آي)