طهران تتّهم واشنطن بالإعداد لانقلاب أبيض... والاتحاد الأوروبي يدين محاكمة المعتقلينشنّ الحرس الثوري الإيراني، أمس، هجوماً عنيفاً على قادة المعارضة الإيرانية، داعياً إلى محاكمتهم، بالتزامن مع نشر اعترافات لموظفي سفارتي فرنسا وبريطانيا بشأن دورهم في التظاهرات المناهضة لإعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد
دعا قادة في الحرس الثوري الإيراني، أمس، إلى «محاكمة ومعاقبة» قادة المعارضة لدورهم في الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، فيما استكملت السلطات الإيرانية أول من أمس محاكمة نحو مئة شخص لدورهم في الاضطرابات. وقال قائد المكتب السياسي في الحرس الثوري الإيراني، يد الله جواني، في مقال نشرته أسبوعية «صبح صادق» التي يصدرها مكتبه، «ما هو دور (محمد) خاتمي و(مير حسين) موسوي و(مهدي) كروبي في هذا الانقلاب؟ إن كانوا مدبّريه، وهذا هو الواقع، فعلى مسؤولي القضاء والأمن توقيفهم ومحاكمتهم ومعاقبتهم لإخماد نيران هذه المؤامرة».
بدوره، دعا مساعد قائد الأركان المكلف القضايا الثقافية والدعائية، مسعود جزائري، إلى اتخاذ إجراءات بحق «قادة المؤامرة». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «إيرنا» عنه قوله، «... من الواضح أن محاكمة أكبر مدبّري الاضطرابات الأخيرة سيكون لها دور حاسم في التحكم بالمؤامرات المقبلة»، داعياً إلى «المزيد في مراقبة السفارات»، وذلك غداة مثول فرنسية وموظفين إيرانيين في سفارتي فرنسا وبريطانيا أمام المحكمة الثورية في طهران.
ومن بين الذين جرت محاكمتهم، المحاضرة في جامعة أصفهان، الفرنسية كلوتيلد ريس. وذكرت «إيرنا» أن التهمة التي وجّهت إلى ريس، التي «أقرّت بأخطائها» وطلبت «الصفح من البلاد ومن المحكمة الإيرانية»، هي «الإضرار بالأمن القومي من خلال المشاركة في الاضطرابات. وجمع أخبار ومعلومات وإرسال صور للاضطرابات إلى الخارج».

رئيس الشرطة الإيرانية: وفاة متظاهرين معتقلين نجمت عن مرض معدٍ
كذلك، وجهت للموظفة الإيرانية في السفارة الفرنسية، نازك أفشار، التي شاركت في التظاهرات، تهمة «تقديم معلومات عن الاضطرابات المتعلقة بالانتخابات إلى أجانب». إلا أن أفشار أوضحت موقفها قائلةً «لم تفوّضنا السفارة الذهاب إلى التجمعات. ولكن طلب منا إيواء المتظاهرين إذا دعت الضرورة».
في المقابل، اتّهم موظف في السفارة البريطانية، حسين رسام، بالتجسس. ونقلت «إيرنا» عن رسام قوله للمحكمة «الموظفون المحليون طلب منهم رؤساؤهم في السفارة البريطانية حضور أعمال الشغب». كما كشف خلال المحاكمة أنه أقام اتصالاً بين دبلوماسيين بريطانيين ومسؤولين في المعارضة، ولا سيما أعضاء في مكتب حملة موسوي.
كذلك نشرت «إيرنا» اعترافات لأحد المتهمين، يدعى رضا رفيع، بالتورط في تسريب معلومات للاستخبارات الإماراتية منذ مدة، فيما وجِّهت إلى متّهم آخر، آرش رحماني بور، تهمتا «الحرابة» ضد النظام والعمل ضد الأمن القومي للبلاد، عبر الانتماء إلى «الجمعية الملكية» وإعداد المتفجرات لاغتيال مسؤولين وتفجير أماکن دينية ودوائر انتخابية.
هذه الاعترافات ترافقت مع نقل وكالة «فارس» الإيرانية عن نائب المدّعي العام في طهران، عبد الرضا موهبتي، قوله أثناء تلاوته لائحة الاتهام إن «الإدارة الأميركية سعت إلى تنفيذ مؤامرة تحمل اسم «مشروع التبادل» في إيران بعد اعتقال عملاء لها على أيدي القوات الأمنية الإيرانية». وأوضح أن «مشروع التبادل» كان يهدف إلى إرسال عدة مجموعات وأفراد إيرانيين إلى الولايات المتحدة عبر مراكز واشنطن المناهضة لإيران في محاولة لتدريبهم على خطط تغيير النظام.
كذلك اتهم موهبتي «بعض الدبلوماسيين البريطانيين بأنهم شاركوا في التجمعات غير المشروعة في طهران»، و«الخلية السياسية في سفارة بريطانيا العظمى بأنها جمعت المعلومات عن المسؤولين (الإيرانيين)، وحرس الثورة، وميليشيا الباسيج».
وذكر أيضاً في لائحته الاتهامية أن هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أرسلت مجموعات تحت غطاء مراسلين إلى دبي لاختيار وتوجيه بعض العناصر التي تقوم بخدمة أهدافهم المتمثلة في إضعاف مكانة ولاية الفقية، السيد علي خامنئي، و«خلق الهوة في صفوف الشعب...».

الإدارة الأميركية سعت إلى تنفيذ مؤامرة تحمل اسم «مشروع التبادل»
وأثارت المحاكمات ردود فعل منتقدة. فاعتبرت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي أن المحاكمة تستهدف الاتحاد الأوروبي برمته وأنه سيتم التعامل معها على هذا الأساس. بدورها، طالبت الحكومة الفرنسية إيران بالإفراج فوراً عن ريس وأفشار، قائلةً إن اتهامات التجسس الموجهة ضدهما لا أساس لها.
ونددت بريطانيا بمحاكمة رسام ووصفت ذلك بأنه يتجاوز حدود اللياقة، وقالت إنه يتعارض مع تأكيدات سابقة قدمها مسؤولون إيرانيون بارزون.
وفي سياقٍ متصل بالاعتقالات، قال رئيس الشرطة الإيرانية إسماعيل أحمدي مقدم، أمس إن وفاة المتظاهرين المعتقلين في مركز «كاهريزاك» الذي صدر قرار بإغلاقه واعتقال المسؤول عنه، إضافة إلى مسؤولين آخرين «لم تنجم عن التعرض للضرب من الشرطة بل عن مرض معدٍ»، لمّح البعض في وقت سابق إلى أنه التهاب السحايا.
في غضون ذلك، أعلن مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي جيمس جونز، أمس، أن إيران أكدت رسمياً توقيف الأميركيين الثلاثة الذين دخلوا أراضيها من العراق.
كذلك أعلنت وكالة «فارس» توقيف قوات الأمن الإيرانية شخصين من دولتين في غرب أوروبا، خلال تصويرهما تجمعات «غير قانونية» في إيران، واكتشاف أنهما أمضيا 10 أيام في إسرائيل قبل مجيئهما إلى البلاد.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)

وننتظر الجواب».
(أ ف ب)