خاتمي يتحدث عن «مسرحيّة» وموسوي عن تعذيب لانتزاع الاعترافاتفجّر القيادي الإصلاحي الإيراني، محمد علي أبطحي، خلال «محكمة ثورية» السبت، قنبلة في وجه الإصلاحيين، بنفيه أن تكون الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل مزوّرة، وبإعلانه أن قادة المعارضة قد خانوا الولي الفقيه، وأسهموا في خلق الاضطرابات التي كان يمكن أن «تُبخّر الثورة»
أعلن القيادي الإصلاحي المعتقل، محمد علي أبطحي، أول من أمس أمام «محكمة ثورية» في طهران، حيث يحاكم نحو 100 متهم في قضية الاضطرابات الأخيرة، أن فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كان نتيجة انتخابات «نظيفة»، مشدداً على أن «قادة الإصلاحيين خانوا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي».
وأضاف أبطحي أن «الانتخابات العاشرة كانت مختلفة واستغرق التحضير لها عامين أو ثلاثة أعوام. أعتقد أن الإصلاحيين اتخذوا إجراءات للحدّ نوعاً ما من سلطة المرشد». وتابع: «أؤكد لكل أصدقائي ولكل الأصدقاء الذين يسمعوننا، أن موضوع التزوير في (الانتخابات في) إيران كان كذبة اختُلقت لإثارة أعمال الشغب كي تصبح إيران مثل أفغانستان والعراق وتقاسي الأمرين. ولو حصل ذلك لتبخّر اسم الثورة ولما بقي لها من أثر».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) عن أبطحي قوله كذلك، إن رئيس الحكومة الأسبق مير حسين موسوي ومحمد خاتمي وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني، «أقسموا» على عدم تخلي بعضهم عن بعض، مشيراً إلى أن «موسوي على الأرجح لا يعرف البلاد، لكن خاتمي، مع كل الاحترام، على علم بكل هذه القضايا. وهو يدرك قدرة المرشد (الأعلى) ونفوذه، لكنه انضم إلى موسوي وهذه خيانة». وأضاف أن رفسنجاني سعى إلى الانتقام لهزيمته أمام نجاد في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2005.
بدوره، رأى عضو حزب «كوادر البناء» القريب من رفسنجاني، المعتقل محمد عطريان فر، أنه جزء من نظام الجمهورية الإسلامية، معرباً عن افتخاره بأنه ابتعد عن «المجموعات التي تحاول إطاحة النظام ومنتهكي القانون».
وذكرت وكالة «ارنا» الحكومية أن «نائبي الرئيس السابقين محمد علي أبطحي ومحسن صفي فرحاني ووزير الصناعات السابق بهزاد نبوي ومزيار بهاري (صحافي إيراني كندي) ونائب وزير الداخلية السابق مصطفى تاج زاده، اعترفوا بأن مزاعمهم بشأن الانتخابات لا أساس لها»، مضيفة أن أحد مسؤولي حزب جبهة المشاركة أجرى «اتصالات مع جاسوس بريطاني».
لكن الحزب رفض، من جهته، هذه الاتهامات. وقال: «أُعدت لائحة الاتهام الواهنة هذه بعد 50 يوماً من الاعتقال الانفرادي والضغط على المحتجزين. إنها لائحة اتهام ذات دوافع سياسية وغير قانونية».
ونقل موقع «غلام نيوز» الإخباري، التابع لموسوي، عنه قوله: «على الرغم من المزاعم، فإن البحث عن العدالة والتحرك المقدس لا علاقة لهما بأي عناصر أجنبية، وهو قضية داخلية صرفة»، مشيراً إلى أن «الاعترافات انتزعت تحت التعذيب بوسائل تذكر بالقرون الوسطى»، مندداً بـ«قضية ملفقة كلياً».
أمّا الرئيس خاتمي، فقال في لقاء مع مسؤولين سياسيين ونواب، إن «هذا النوع من المسرحيات مخالف قبل كل شيء لمصالح النظام ويمسّ بثقة الرأي العام»، مضيفاً: «لا أعتقد أن رئيس السلطة القضائية آية الله (محمود هاشمي) شهرودي موافق على ما جرى». وقال إن «الاعترافات التي حُصل عليها في هذه الظروف لا تتمتع بأي صدقية».
بدوره، وصف مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يرأسه رفسنجاني، تصريح أبطحي عن «الاتفاق المزعوم» بين موسوي وخاتمي ورفسنجاني، بأنه «كذب». وأضاف البيان أن «رفسنجاني لم يدعم أي مرشح في هذه الانتخابات، ولم يكن له أي دور على الإطلاق في الأحداث».
في هذه الأثناء، أعلن النائب المحافظ محمد تقي رحبار، أن نواباً إيرانيين رفعوا دعوى أمام القضاء بحق مرشح المعارضة مير حسين موسوي، بسبب «تصرفاته المتطرفة».
(أ ف ب، مهر، إرنا،
أ ب، يو بي آي، رويترز)

ولد أبطحي في عام 1940 في مدينة مشهد. درس العلوم الدينية، وكان مولعاً بالفن والسياسة. بعد نجاح الثورة الإسلامية في عام 1980، أصبح مديراً لبرامج الإذاعة والتلفزيون في مدينة مشهد. ثم عُين مديراً وممثلاً لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في بيروت، في عام 1996، وهو من منشئي مؤسسة الحوار بين الأديان.
(الأخبار)