تواصل طهران مناوراتها الواسعة النطاق، لتأكيد قدرتها على الدفاع عن منشآتها النووية، بالتزامن مع مطالبة مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، بضمانات بتسلّم الوقود النووي في الوقت المطلوب.وأكد سلطانية أنه إذا جرى تجاهل اقتراح إيران لشراء الوقود النووي من الخارج، فعندها لن يكون أمام بلاده «خيار سوى تخصيب اليورانيوم إلى درجة 20 في المئة». وأشار، في تصريح لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، إلى أن بلاده مستعدة «لإجراء مفاوضات بأسلوب إيجابي، ولكن بسبب عدم وجود ثقة مع الغرب، نحتاج إلى ضمانات لتزويد إيران بالوقود، الذي تحتاج إليه في الوقت المطلوب».
من جهته، امتدح أمين لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية الإيرانية، محمد جواد لاريجاني، نتائج محادثات جنيف، معتبراً أنها بداية جيدة يجب مواصلتها. أما مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي باقري، فأوضح أن «النهج الذي تعتمده إيران في المفاوضات نهج استراتيجي، وتقدّم هذه المفاوضات يخدم مصالح كل الأطراف».
وفي أول رد دولي على مطالب سلطانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، إن «مشروع الاتفاق يأخذ بالفعل في الاعتبار هذا القلق الإيراني». وأوضح أن الاتفاق يتضمّن استعداد الوكالة الدولية لتقديم «الضمانات في كل مراحل إنتاج الوقود لمفاعل الأبحاث في طهران، وصولاً إلى التسليم النهائي».
في هذه الأثناء، بدأت إيران أمس المرحلة الثانية من مناورات «المدافعون عن سماء الولاية ــ2» بين الجيش الإيراني وحرس الثورة، بعد انتهاء المرحلة الأولى، التي تحاول من خلالها إيران تأكيد قدرتها على حماية منشآتها النووية.
وفي السياق، توعّد ممثل المرشد الأعلى داخل الحرس الثوري، مجتبي زلنور، بأن الصواريخ الإيرانية ستضرب «عمق تل أبيب إذا هاجم الأعداء إيران».
بدوره، أعلن قائد القاعدة البحرية في مدينة خورمشهر جنوب إيران، عبد الحميد كفايت، أن «أهداف الأعداء في الخليج» في مرمى القوات البحرية الإيرانية، فيما أكد قائد سلاح البحر في الجيش الإيراني، الأدميرال حبيب الله سياري، أن بلاده لن تسمح أبداً لدول من خارج المنطقة بأن تكون في بحر قزوين.
في غضون ذلك، أوضحت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لمراقبة الأسلحة والأمن الدولي، ايلين تاوشر، أن بلادها تفضّل «أن يختار النظام الإيراني التعاون». ولفتت إلى أنه «إذا لم ينفع الإقناع، فإن المرحلة المقبلة ستكون ممارسة الضغط»، لكنها استبعدت أي عمل عسكري ضد إيران في «الوقت الراهن».
وفي الشأن الداخلي، دعا المرشح الإيراني الخاسر، مير حسين موسوي، الحكومة الإيرانية إلى «التوقف عن ترويع الناس لمحاولة تغيير آرائهم السياسية». ونقل موقع «كلمة» الإلكتروني عنه قوله إن «الحركة ستستمر، ونحن مستعدون لدفع أي ثمن».
كذلك دان موسوي، إلى جانب أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، خطة حكومية تهدف إلى إلغاء الدعم عن الطاقة وبعض المواد الغذائية، فيما أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني، محمود بهماني، أن بلاده كسبت خمسة مليارات دولار من خلال سياستها للتحوّل عن استخدام الدولار لمصلحة اليورو.
من جهة ثانية، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «آوينة»، الكردية المستقلة الصادرة في السليمانية، أن الرئيس العراقي جلال طالباني زار أول من أمس طهران سرّاً، حيث التقى الرئيس محمود أحمدي نجاد، طالباً منه التدخل للامتناع عن تنفيذ أحكام بالإعدام صدرت بحق معارضين من الأكراد الإيرانيين.
إلى ذلك، قُتل أربعة مسلحين حاولوا التسلل من الأراضي الباكستانية إلى إيران خلال اشتباك مع قوات الأمن الإيرانية.
(أ ف ب، مهر، ارنا، رويترز)