أعلنت موسكو تأييدها لاقتراح نقل اليورانيوم الإيراني إلى تركيا لتخصيبه في إطار تشديدها على طهران لقبول الصفقة النووية التي اقترحها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. من جهة ثانية، دعت طهران موسكو إلى عدم الرضوخ للضغوط الصهيونية في ما يتعلق بصفقة صواريخ «أس 300». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أندريه نيستيرينكو إن بلاده تؤيد خيار نقل اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب إلى بلد آخر مثل تركيا لزيادة نسبة تخصيبه وإعادته إليها لاحقاً، حيث يبقى تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد أن «روسيا مهتمة بنجاح آلية توريد الوقود إلى المفاعل الإيراني على أساس عناصر الاتفاقية التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونحن نأمل أن تقدم طهران ردها الإيجابي الرسمي في القريب العاجل»، مؤكداً أنه «على حد علمي، لم يصدر بعد أي رد رسمي نهائي من طهران بشأن المسألة».
وأشار نيستيرينكو إلى أن البرادعي «لا يزال يعمل من أجل الاتفاقات الفنية لآلية نقل اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب وإنتاج قضبان الوقود الحرارية لمفاعل إيران للأبحاث. وبالمناسبة اقترح البرادعي نقل المواد من إيران إلى دولة ثالثة مثل تركيا، وتبقى تحت حماية الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحين إنتاج الوقود».
ورأى نيستيرينكو أن «نجاح تنفيذ الشكل الذي اقترحه البرادعي سيكون خطوة مهمة جداً في إعادة الثقة، لكون البرنامج النووي الإيراني يحمل طابعاً سلمياً حصراً، ويؤكد استعداد طهران للتعاون وخلق جو من الثقة لبدء الحوار في مجمل المسائل المتعلقة ببرنامجها النووي».
في المقابل، دعا وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي روسيا إلى عدم الرضوخ للضغوط الصهيونية، وتنفيذ العقد الموقع بين البلدين لتسليم إيران صواريخ مضادة للطائرات من طراز «أس 300».
ونقلت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية عن وحيدي قوله: «لدينا عقد مع روسيا لشراء صواريخ «أس 300»، وليس من الجيد أن تظهر روسيا في العالم في صورة دولة لا تفي بالتزاماتها التعاقدية». وأضاف: «على روسيا أن تنفذ العقد ولا تتأثر بالضغوط الصهيونية».
وكان مصدر حكومي روسي قد أعلن في 21 تشرين الأول تجميد العقد، في تصريح لوكالة «إنترفاكس» الروسية. وقال: «على الرغم من أن العقد وقع قبل سنوات، فإن روسيا لم تصدّق بعد على تطبيقه، وبالتالي لم تدفع إيران ثمن» الصواريخ.
وأضاف أن «تسليم إيران أنظمة اس 300 جمد لفترة غير محددة بسبب الظروف التي برزت بعد توقيع العقد»، موضحاً أن «كل شيء رهن بالظروف السياسية، لأن العقد لم يعد مجرد صفقة تجارية». وبدلت موسكو مراراً موقفها بشأن هذه الصفقة التي ستجعل قصف منشآت نووية إيرانية مهمة صعبة.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن تغيير سياسات أميركا يمكن أن يساعد على التقريب في وجهات النظر بين طهران وواشنطن. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «أرنا» عن متكي قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية ليسوتو موهلابي كننت تسكوا قوله إن «تغيير سياسات أميركا وتصحيحها يساعدان على إتاحة أجواء جديدة تسهم في حل القضايا السائدة في مناطق العالم المختلفة ومنطقة الشرق الأوسط». وأضاف أن «التوصل إلى وجهة نظر متقاربة يمكن أن يسهم في تسوية بعض المشاكل، بشرط وجود إرادة سياسية مناسبة تنطبق مع ما تصرح به الإدارة الأميركية».
وكان متكي قد أعلن في وقت سابق أن المزاعم الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني أصبحت مملة. وقال إن «مزاعم بعض المسؤولين الأميركيين بشأن ملف بلاده النووي قد أدخلت الملل حتى في نفوس الشعب الأميركي نفسه».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)