خاص بالموقع- دعا زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار البريطاني المعارض نك كليغ، إسرائيل ومصر إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، وحث الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على الضغط على البلدين للسماح للمساعدات الإنسانية ومواد إعادة البناء بالدخول إلى غزة.
وكتب كليغ في صحيفة «الغارديان» الصادرة اليوم «أن البؤس يتعمق يوماً بعد يوم بسبب فرض إسرائيل ومصر حصاراً شبه كامل على قطاع غزة كانت له آثار كارثية من الناحية الإنسانية، وليس من مصلحة إسرائيل أو مصر حصر الناس في فقر مدقع وضمن شريحة صغيرة من الأرض، لأن ذلك يمثل وصفة للمرارة والغضب والتطرف».

وقال الزعيم البريطاني المعارض «هناك ضرورة أخلاقية واضحة لدى إسرائيل ومصر لإنهاء الحصار، لأن ذلك سيصب في مصلحتهما الذاتية، ولكن إن لم تفعلا ذلك بمحض إرادتهما، فسيكون الأمر متروكاً للمجتمع الدولي لإقناعهما برفع الحصار عن قطاع غزة».

وأضاف كليغ «إن الاتحاد الأوروبي له تأثير اقتصادي هائل في إسرائيل، ويعتقد أن الحصار يجب أن يُرفع، وينبغي له أن يوضح أن الاتفاقات التفضيلية المبرمة بينه وبين إسرائيل ستكون موضع تساؤل ما لم يكن هناك تقدّم سريع حيال إنهاء الحصار على قطاع غزة، كما ينبغي للولايات المتحدة، التي تُعدّ أكبر المانحين لمصر، الضغط على الرئيس حسني مبارك للسماح للمساعدات الإنسانية ومواد إعادة البناء بالدخول إلى قطاع غزة، لأن هناك حاجة ماسة إليها».

وانتقد كليغ موقف الحكومة البريطانية من حصار غزة، وقال إنها «لم تفعل أكثر من إصدار البيانات، والقليل من الضغوط الحقيقية، ومن العار أن يجلس المجتمع الدولي على يديه في مواجهة هذه الأزمة»، رافضاً الاقتراحات بأن ممارسة الضغوط على إسرائيل ومصر لرفع الحصار يمكن أن تعقّد عملية السلام.

وتساءل زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار المعارض «كيف يمكن أن يخدم انتشار المرض وارتفاع معدلات الوفيات والصدمات النفسية وسوء التغذية في قطاع غزة عملية السلام؟ أليس من مصلحة إسرائيل التخفيف من المعاناة الإنسانية»، مشيراً إلى أن عملية السلام «في مأزق خطير الآن، ذلك أن السياسات الداخلية الإسرائيلية قيّدت أيّ تحرك مجدٍ في هذا الاتجاه، واستمر النشاط الاستيطاني غير المشروع في الضفة الغربية، وقيادة الشعب الفلسطيني منقسمة وغير متماسكة، وحل إقامة دولتين صار موضع شك».

وقال كليغ «إن الشلل في عملية السلام لا يمكن أن يكون ذريعة للمعاملة غير الإنسانية التي يعانيها سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة، وغالبيتهم تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، وأيّ تعايش سلمي مهما كان نوعه لم يعد ممكناً ما دام هذا التصرف من الحبس الجماعي مستمراً».

وأضاف كليغ «ماذا ستكون عليه الأوضاع في قطاع غزة بحلول كانون الأول المقبل، من مياه الشرب وصحة الأطفال إلى الاقتصاد وموقف شعبها تجاه مصر وإسرائيل؟ وخطر انتظار عام آخر سيكون فادحاً، ويتعيّن على رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والمجتمع الدولي الإعلان بطريقة عاجلة أنّ ما حدث يكفي، ويجب رفع الحصار فوراً».

(يو بي آي)