خاص بالموقع - فيما تتوجه الأنظار والجهود صوب الحرب الأممية الدائرة بين أفغانستان وباكستان، لا يزال قائد القوات الدولية الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستل يراهن على قتل أو إلقاء القبض على زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، رغم ما تردد ويتردد عن احتمال مقتله من زمن، مشيراً إلى أنه من دون تحقيق هذا الهدف لن يكون من الممكن هزم «القاعدة»، وذلك تزامناً مع زيارة وزير الدفاع روبيرت غيتس للمنطقة وتفقّده القوات الأميركية وإعلانه المتوقّع الوعد بالانتصار.حديث مهندس استراتيجية تعزيز القوات في أفغانستان ماكريستال جاء خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون العسكرية في الكونغرس الأميركي، قال فيها «القبض على (بن لادن) أو قتله لن يعني هزيمة القاعدة، لكنني لا أعتقد أنه لن يكون في وسعنا التغلّب كلياً على القاعدة ما لم يُقبض عليه أو يُقتل».
وأضاف «أعتقد أنه في الوقت الحاضر شخصية رمزية، وأنّ بقاءه على قيد الحياة يشجّع القاعدة بصفتها منظمة يستخدم اسمها في جميع أنحاء العالم».
من جهته، رأى السفير الأميركي لدى كابول، كارل أيكنبيري، خلال الجلسة ذاتها، أن القبض على بن لادن أو قتله «يبقى مهماً بالنسبة إلى الشعب الأميركي والعالم بأسره».
وكان مستسشار الأمن القومي في البيت الأبيض الجنرال جيمس جونز قد أشار إلى أن التقارير الأخيرة لأجهزة الاستخبارات توحي بأن زعيم «القاعدة» قد يكون «في مكان ما في وزيرستان الشمالية، أحياناً من الجانب الباكستاني من الحدود، وأحياناً أخرى من جانبها الأفغاني، وأنه يختبئ في منطقة جبلية وعرة جداً». غير أن وزير الدفاع أعلن في اليوم نفسه أن الولايات المتحدة تفتقر منذ سنوات إلى معلومات موثوقة تسمح بتحديد موقعه. وقال «لا نعلم مكان وجود أسامة بن لادن. لو كنا نعلم، لكنا ذهبنا وقبضنا عليه».
في هذا الوقت، يتابع وزير الدفاع الأميركي زيارته إلى أفغانستان التي وصلها بصورة مفاجئة، أمس. وزار صباحاً قادة قواته، ووعد بأن توفر لهم القوات الإضافية التي قرر الرئيس باراك أوباما إرسالها ما يحتاجون إليه للتغلّب على «طالبان».
وتفقّد أيضاً مقراً جديداً لقيادة قوات حلف شمالي الأطلسي المقاتلة في أفغانستان. وأقيم المقر الذي تقوده الولايات المتحدة في مجمع مترامي الأطراف بمطار كابول.
وأُنشئ المقر في إطار إعادة هيكلة أجراها ماكريستال في مسعى لأن تكون القيادة مركزية بعدما كانت مقسّمة بين الحلفاء في حلف الأطلسي. وقال غيتس خلال جولة في مركز العمليات المقام في صالة سابقة للألعاب الرياضية، أمام عشرات من العاملين في القيادة، إن تجديد هيكل القيادة بالتزامن مع التزام الولايات المتحدة بإرسال قوات إضافية يمنحنا فرصاً جديدة. وتابع «تتجمّع لدينا كل الأجزاء لنحقق النجاح هنا».
وفي السياق، رأى المبعوث الأميركي إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك أنه يجب استئناف إعادة الإعمار المدنية في أفغانستان من الصفر، وذلك في مقابلة نشرتها مجلة «سودوتشيه تسايتونغ» الألمانية اليوم.
وقال إن «توزيع المسؤوليات في مجال إعادة الإعمار كان معقّداً»، مشيراً إلى أن «على البريطانيين أن يهتموا بمسألة المخدرات والألمان بالتدريب والإيطاليين بالنظام التشريعي. كل ذلك لم يكن منسّقاً ولم يحقق الكثير. في نهاية الأمر وفي السنة التاسعة للحرب، علينا استئناف كل شيء من الصفر».
وأضاف هولبرك أنه في مقدّم الأولويات لا تزال مسألة تدريب القوات الأمنية الأفغانية، لأنه بهذه الطريقة فقط «يمكن للحلفاء أن يبدأوا بوضع جدول زمني للانسحاب». وأقرّ في الوقت نفسه بأن المشاكل في هذا المجال ضخمة، وأنه إلى جانب الفساد والإدمان على المخدرات، كان هناك سوء تقدير لحجم الأميّة. وقال «كان عليّ طلب إدخال القراءة والكتابة على جدول أعمال تدريب عناصر الشرطة المتدرّجين قبل أيّ شيء آخر».

(أ ف ب، رويتز، يو بي آي)