بول الأشقروحل ثانياً أوتون سوليس عن «حزب العمل المواطني» (اليسار الوسط) بـ25 في المئة من الأصوات وأوتو غيفارا عن «حزب الحركة التحررية» اليميني بـ21 في المئة من الأصوات. وبعد أقل من ساعتين على بداية الفرز، اعترف أبرز منافسي شينشيلا بفوزها. وفي أول خطاب للرئيسة الجديدة، اعترفت بأن النتائج «تخطت توقعاتي». وأكدت أن أولوية حكومتها ستكون محاربة العنف الذي تضاعفت مستوياته خلال آخر عقد ونصف في كوستاريكا.
على صعيد مجلس النواب، نال «حزب التحرر الوطني» 24 مقعداً من أصل 57 وتلاه حزبا «العمل المواطني» و«الحركة التحررية» بـ10 مقاعد لكل منهما، ما سيفرض على شينشيلا التفاوض لتأليف أكثريتها البرلمانية.
و«حزب التحرر الوطني» أعرق حزب في كوستاريكا، وهو حزب اشتراكي ديموقراطي التحق بموجة النيوليبرالية في ثمانينيات القرن الماضي. ويعدّ مؤسس الدولة الحديثة في أواسط القرن الماضي، حيث أعطى دستور عام 1949 حق الاقتراع والترشح للنساء، وبنى نظاماً من الحماية الاجتماعية سهلته خصوصية عدم وجود ملكيات زراعية كبيرة، ما جعل من هذا البلد الصغير مساحة وسكاناً واحة متقدمة ومستقرة يقصدها مهاجرون من الدول المحيطة وإحدى الدول الأكثر تقدماً على الصعيد الاجتماعي في أميركا اللاتينية.
أخيراً وليس آخراً، حل دستور عام 1949 مؤسسة الجيش واستبدلها بالشرطة في محاولة لمنع تدخل القوات المسلحة في الحياة العامة، ما سمح لكوستاريكا بتحاشي الوقوع في شرك الحروب الأهلية التي مزقت دول أميركا الوسطى، لا بل سمح لها بالإسهام في وضع حدّ لهذه النزاعات بواسطة مبادرة كونتادورا التي أطلقها الرئيس أوسكار أرياس في رئاسته الأولى، والتي نال إثرها جائزة نوبل للسلام.
أما حزب «العمل المواطني»، فقد تحول إلى الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات مع زعيمه سوليس ـــــ وزير التخطيط السابق في ولاية أوسكار أرياس الأولى في نهاية الثمانينيات والمنشق أصلاً عن «حزب التحرر الوطني»، بسبب خيارات هذا الأخير الليبرالية ـــــ لأنه فقد أكثر من نصف نوابه، فيما خسر زعيمه أكثر من ثلث الأصوات التي نالها في الانتخابات الرئاسية السابقة الأخيرة (39 في المئة) وكاد أن يصبح رئيساً لولا فارق من أقل من 20 ألف صوت مع أرياس.
وينسب المراقبون تراجع اليسار إلى تصدّر مسألة العنف لائحة اهتمامات الناخبين في أميركا الوسطى، وخصوصاً بعد أحداث عام 2001 حيث صارت طرق تهريب المخدرات باتجاه أميركا الشمالية تمر جميعها بهذه المنطقة، وأيضاً إلى آثار الأزمة الاقتصادية الأميركية التي غذّت الاتجاهات المحافظة في الاقتصادات المرتبطة بها.
من جهتها، حققت «الحركة التحررية» اليمينية التي ركزت حملتها الانتخابية على مسألة الأمن نتيجة جيدة، إذ ضاعفت الأصوات التي نالتها قبل 4 سنوات.