وسط كل الجولات المكوكية التي يقوم بها قادة الدول العظمى لمعالجة الأزمة مع طهران، يبقى البرنامجان النووي والصاروخي الإيرانيان تحت أضواء الصحافة والمراقبين العسكريين، الذين يبدو أنهم لم يتوصلوا إلى تقرير واضح في هذا الشأن
في الوقت الذي أعلنت فيه مجلة «جينز» البريطانية أن إيران تنمّي قدراتها الصاروخية إلى جانب تسريع العمل في برنامجها النووي، رأى قائد الجيوش الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الجنرال ديفيد بترايوس، أن جهود الإيرانيين لتطوير أسلحة نووية تسير ببطء «قليلاً»، فيما بدا أن الصين لا تزال متمسكة بالحوار الدبلوماسي رغم «قلقها المتزايد» من البرنامج النووي الإيراني.
وقالت المجلة المتخصصة في الشؤون العسكرية «جينز» إن «إيران بنت شبكة ومنصة جديدة لإطلاق الصواريخ بمساعدة كوريا الشمالية، وقام الرئيس محمود أحمدي نجاد بكشف النقاب عن اثنين من المكوّنات الرئيسية لعربة الإطلاق الجديدة لدى إيران المعروفة باسم سيمورغ، أي العنقاء، خلال الاحتفال بيوم تكنولوجيا الفضاء والطيران في شباط الماضي».
وأضافت «جينز» أن «محركات عربة سيمورغ تتكون في المرحلة الأولى من مجموعة من أربعة محركات تعمل بالوقود السائل وهيكل دعم يربط المحركات في المرحلة الأولى من جسم الصاروخ، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها إيران نظام الدفع الصاروخي المتعدد المحركات»، مشيرة إلى أنه «في حال نجاح تجربة سيمورغ، سيمثل ذلك تقدماً كبيراً للصواريخ الإيرانية».
في هذا الوقت، أعلن قائد الجيوش الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، في جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي، رداً على سؤال بشأن متى سيكون لدى إيران سلاح نووي، أن الامر تباطأ «قليلاً لحسن الحظ ولن يتحقق ذلك هذا العام. لا أظن ذلك».
وذكر موقع «رجانيوز» الإيراني أنه أُسقطت طائرة بلا طيار تابعة للقوات الجوية الأميركية في منطقة شلمجة الحدودية جنوب غرب إيران مساء الأحد الماضي، بواسطة نيران المضادات الجوية للقوات الحدودية الإيرانية.
من جهته، أعلن قائد مقر العمليات في الجيش الايراني، أمير علي محرابي، نصب منظومة إلكتروبصرية جنوب البلاد، قريباً.
وفي بكين، أعلن وزير الخارجية الصيني، يانغ جيشي، بعد محادثاته مع نظيره البريطاني ديفد ميليباند، أنه «بخصوص الملف النووي الإيراني، أرغب في الإشارة إلى أن هذه المسألة تحظى باهتمام كبير في المجموعة الدولية، وأن الصين أصبحت أكثر قلقاً حيال الوضع الحالي»، مكرراً في الوقت نفسه أن «هذه المسألة يجب أن تحل بما هو مناسب عبر مفاوضات سلمية».
أمّا وزير الخارجية البريطاني، فقد عبّر عن نفاد الصبر المتزايد إزاء ملف إيران، لافتاً إلى تزايد «انعدام ثقة المجموعة الدولية بالنيات الإيرانية».
وفي السياق، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إنه «واثق من أن برنامج إيران النووي معد للأغراض المدنية فقط»، واصفاً الرئيس الإيراني نجاد بأنه «صديق». وأعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، اتخاد حكومة بلاده أول خطوة عملية لخفض مستوى العلاقات مع بريطانيا، بتعيين مهدي صفري، الذي كان قد اختير ليكون سفيراً لطهران لدى لندن، في منصب مماثل لدى الصين.
في هذا الوقت، هنأ مجلس النواب الأميركي بغالبية ساحقة الإيرانيين بحلول رأس السنة الجديدة (النوروز)، التي تصادف يوم السبت المقبل.
وفي إسرائيل، طلب مسؤول مراسم المحرقة النازية وأحد الناجين منها، الحاخام إسرائيل لاو، من الرئيس الإيراني، ترتيب لقاء بينهما. وقال لاو، خلال لقائه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفيا: «أريد أن أقابله ليسمع شهادتي، وبذلك أستطيع أن أبرهن له أنه على خطأ في إنكاره وجود الهولوكوست».
في المقابل، اتهم نجاد بعض القوى «المتغطرسة»، بأنها لا تريد أن تعيش الدول الأخرى بأمن وازدهار. وقال إن «جميع المشاكل التي تصطنع في مختلف بقاع العالم مصدرها خارجي ومن وراء الحدود لأن مصالح بعض الحكومات في العالم تتحقق في هكذا أوضاع».
في الشأن الداخلي، نشرت الشرطة الإيرانية عناصرها أمس في شوارع طهران، تحسباً لأي تحرك قد تقوم به المعارضة بمناسبة المهرجان القومي أو ما يسمى بعيد النار، الذي يصادف عشية يوم الأربعاء الأخير في السنة الإيرانية التي تنتهي في 20 آذار.
إلى ذلك، أطلقت السلطات الإيرانية، بمناسبة قرب السنة الفارسية «النوروز»، القيادية في جبهة المشاركة المقرّبة من الرئيس السابق محمد خاتمي، عازار منصوري، وزعيم حزب مجاهدي الثورة الإسلامية، بهزاد نبوي.
(أ ف ب، مهر، فارس،
رويترز، أب، يو بي آي)