غيتس يجول في الخليج لحشد الدعم... وطهران تكشف عن منظومة دفاعيّة جديدةلم يرشح أي خبر عن اتفاق بشأن عقوبات مشددة على إيران، ومع هذا لم يكلّ المسؤولون الأميركيون من جولاتهم المكوكية التي عادت لتحطّ في الخليج، بهدف محاصرة النظام الإسلاميحذّر الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس، دول الخليج من الوجود الأميركي في المنطقة، مهدداً بقطع أيدي من يريد السيطرة على النفط، فيما أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي أن منظومة جديدة من الدفاع الجوي متوسطة المدى ستكون في متناول القوات المسلحة الإيرانية قريباً.
ورأى وحيدي أن «الأمن والاستقرار في منطقة الخليج رهن بقوة القوات المسلحة الإيرانية واستعدادها» التي قال إن «جهوزيتها ممتازة». ونقلت قناة «برس تي في» الإيرانية عن وحيدي قوله «إن إنتاج هذه المنظومات الدفاعية الجوية قائم بنجاح»، مضيفاً أن «هذه المنظومات ستسلم قريباً (إلى القوات المسلحة الإيرانية)».
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن مدى هذه المنظومة الجوية المتطورة يبلغ 40 كيلومتراً، وهي قادرة على تدمير طائرات ومروحيات العدو بطريقة ذكيّة، حيث إن سرعتها تتجاوز سرعة الصوت ولها خصوصية تعقّب الهدف، إضافة إلى ميزات أخرى مثل قدرتها على مواجهة الحرب الإلكترونية وتعقّب الأهداف السريعة.
من ناحية أخرى، أكد وحيدي، أمام كبار القادة العسكريين والأمنيين في محافظة هرمزكان (جنوب)، الجهوزية الكاملة للقوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي الإيراني، مشيراً إلى أن الأمن والاستقرار في منطقة الخليج هما رهن بقوة القوات المسلحة الإيرانية واستعدادها.
وفي عاصمة إقليم هرمزكان، بندر عباس، حذر الرئيس الإيراني «الدول في المنطقة بشأن وجود قوى البلطجة» الأميركية. وقال «إنها لم تأت إلى هنا من أجل الديموقراطية. إنها لم تأت إلى هنا لاستعادة الأمن. إنها لم تأت إلى هنا لمحاربة الإرهاب أو لمكافحة تهريب المخدرات». وتابع: «إذا كنتم (القوى الكبرى) تتصورون أنكم بالتدخل العسكري تستطيعون الهيمنة على نفط العراق ونفط الخليج الفارسي، فإن شعوب المنطقة ستقطع أيديكم».
وأضاف نجاد، أمام حشد شعبي: «يجب أن تدرك دول الخليج الفارسي أن رسالة إيران لدول المنطقة لا تعدو كونها رسالة صداقة وأخوة».
في غضون ذلك، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، في موقف وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي المؤيد لحق الإمارات بالسيادة على الجزر «تدخلاً سافراً في شؤون إيران الداخلية».
في هذا الوقت، كان وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، يجري محادثات مع المسؤولين الإماراتيين في أبو ظبي، في إمكان اتخاذ تدابير بحق شركات إيرانية في هذا البلد، حسبما ذكر مصدر أميركي مسؤول.
وقال مسؤول أميركي من وزارة الدفاع، لدى وصول غيتس إلى الإمارات آتياً من السعودية، إن مباحثاته في أبو ظبي ستركّز على كيفية «تعزيز الضغوط» على الشركات الإيرانية بموازاة حملة الولايات المتحدة لفرض سلسلة جديدة من العقوبات على طهران في مجلس الأمن.
ويقوم غيتس منذ الأربعاء، بجولة في الخليج لحشد الدعم لفرض سلسلة جديدة من العقوبات على طهران لحضها على وقف نشاطاتها النووية، التي تشتبه الدول الغربية بأنها غطاء للحصول على السلاح النووي.
وأكد غيتس للمسؤولين في السعودية أن إيران «صدت لدرجة كبيرة» مبادرات واشنطن لإرساء مقاربة انفتاحية جديدة مع الجمهورية الإسلامية، وأن واشنطن تركز حالياً على تعزيز الضغط عليها، حسبما ذكر مسؤول أميركي.
وزيارة غيتس للمنطقة هي آخر حلقة من سلسلة زيارات شملت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ووزير الطاقة ستيفن تشو، وركزت جميعها على الموضوع الإيراني.
وفي السياق، قال دبلوماسيون في نيويورك إن الغربيين يواجهون صعوبة في التوصل إلى توافق في الأمم المتحدة على فرض عقوبات جديدة قاسية على إيران لإجبارها على خفض طموحاتها النووية، وتوقعوا أن تستغرق هذه العملية أسابيع.
وقال دبلوماسي غربي إن «الغربيين (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) يواصلون تلقي إشارات متناقضة من جانب الصينيين» الذين «لا يستبعدون من جهة مناقشة إجراءات جديدة في مجلس الأمن، لكننا لا نرى من جانبهم أي التزام فعلي وواضح في المفاوضات».
إلى ذلك، نقلت قناة «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، أندريه نيستيرينكو، قوله إن إعطاء الطيارين الروس في إيران مهلة شهرين لمغادرة البلاد، يعود إلى وجود عدد كبير من الطيارين الوطنيين في هذا البلد، مشيراً إلى أن افتراض بعض المحللين أن سبب التصريحات الإيرانية يعود إلى مسألة توريد منظومة «اس 300» إلى إيران «لا أساس له من الصحة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)