بول الأشقر عادت العلاقات بين فنزويلا وإسبانيا إلى مجاريها الطبيعية، بعدما أصدر البلدان بياناً مشتركاً تخطيا فيه الخلافات والتوترات التي ظهرت بينهما إثر اتهام قاضٍ إسباني كراكاس بتغطية التعاون بين منظمتي الفارك الكولومبية والإيتا الباسكية الإسبانية.
وكان رئيس وزراء إسبانيا خوسي لويس ثاباتيرو قد طالب بعد ذلك بـ«تفسيرات» من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز خلال زيارة رسمية كان يقوم بها إلى ألمانيا، وقد أجابه هذا الأخير بأن «ليس عليه إعطاء تفسيرات لأحد وليطلب من وزير خارجيته التفسيرات التي يريدها»، معترضاً أيضاً على شكل المطالبة في مؤتمر صحافي.
وفي البيان المشترك الصادر نهار السبت، عبّرت الدولتان عن «رغبتهما الصلبة في تعميق علاقتهما الودية والمثمرة القائمة على التعاون في جميع المجالات ومن بينها محاربة الإرهاب». وفي البيان، تكذب فنزويلا «المعلومات المنشورة عن تعاونها المفترض مع منظمة إيتا الإرهابية التي تدينها من دون مواربة».
وعشية البيان، أوضح وزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس، أن بلاده «تطلب معلومات لا تفسيرات من فنزويلا»، فيما قال تشافيز «إنه يتفهم الموقف الإسباني الذي صار مقبولاً»، كاشفاً عن أن تخطي الأزمة كان ممكناً بفضل «نضوج رئيس الوزراء ثاباتيرو ووزير خارجيته» قبل أن يجدد اتهاماته لـ«اليمين الإسباني الفاشي (المقصود الحزب الشعبي الإسباني)، الذي حرك هذا القاضي في محاولة لزرع هذه الأزمة بالتنسيق مع الإمبريالية بعد قرار إنشاء منظمة إقليمية من دون الولايات المتحدة وكندا، ستعقد جلستها الافتتاحية عام 2011 في كراكاس».
وأوضحت إسبانيا أنها تراجع حالياً مطالب القاضي قبل نقلها إلى فنزويلا، وبعد ذلك سيتوجه المدير العام للشرطة إلى كراكاس للبحث عن «هذه المعلومات التي هي بمتناول السلطات الفنزويلية». كما أوضح ثاباتيرو في نهاية قمة المجموعة الأوروبية مع المغرب في غرناطة أمس أنه «لمس رغبة من الحكومة الفنزويلية في التعاون العملي والقضائي، وأنه يثق بتشافيز، وبأن بلاده ستشدد عملها لتقليص نشاط أي عضو للإيتا في أي بقعة من العالم».