خاص بالموقع- أظهرت النتائج الأولية لانتخابات محلية في هولندا أنّ الزعيم السياسي المناهض للمسلمين غيرت فيلدرز حقق مكاسب كبيرة، ما يجعله منافساً حقيقياً على السلطة في انتخابات عامة تجري في حزيران المقبل. وفي أول اختبار للرأي العام منذ انهيار حكومة رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده الائتلافية، الشهر الماضي، تقدم حزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز في الانتخابات بمدينة ألميري، وحلّ في المركز الثاني في لاهاي.
وتتفق النتائج مع ما أظهره استطلاع للرأي من أنّ حزب الحرية سيفوز بمعظم المقاعد في الانتخابات المقررة في التاسع من حزيران، ويحصل على 27 من بين مقاعد البرلمان وعددها 150 مقعداً. وتقوم الحملة الانتخابية للحزب على التصدّي لهجرة المسلمين إلى هولندا.

وستجعل هذه النتيجة من الصعب على الحزب المسيحي الديموقراطي الذي يتزعمه بالكننده، والذي يتوقع أن يحصل على 26 مقعداً، تشكيل ائتلاف قوي بدون فيلدرز. والمحادثات التي قد تستغرق شهوراً بين الأحزاب وما ينتج من ذلك من فراغ سياسي، قد تهدد تعافياً اقتصادياً هشاً في هولندا، وتلقي بظلال من الشك على نطاق قرارات مزمعة بخفض الميزانية.

واهتزت صورة هولندا كدولة طالما وصفت نفسها بأنّها قلعة للتسامح بسبب تزايد شعبية فيلدرز الذي يشبّه الإسلام بالفاشية والقرآن الكريم بكتاب «كفاحي» للزعيم النازي أدولف هتلر. وهناك قرابة مليون مسلم في هولندا.

وفي 20 شباط انهار ائتلاف بالكننده الذي يقود حالياً حكومة انتقالية، بعدما لم يتمكن الحزب المسيحي الديموقراطي الذي ينتمي إلى يمين الوسط من إقناع شركائه في حزب العمل بتمديد مهمة الجيش الهولندي في أفغانستان.

وقال بالكننده إنّ القوات الهولندية الموجودة في أفغانستان، التي يبلغ قوامها ألفي جندي وتعمل في إطار حلف شمالي الأطلسي، من المرجح أن تسحب خلال العام الحالي كما هو مقرر. والانهيار هو الرابع لحكومة يقودها بالكننده في غضون ثماني سنوات.

وأظهرت النتائج الأولية أنّ حزب الحرية فاز بنسبة 21 في المئة من الأصوات في ألميري، مقابل 18 في المئة لحزب العمل. وفي لاهاي، حصل حزب الحرية على ثمانية مقاعد، وحلّ بعد حزب العمل الذي حصل على عشرة مقاعد. ويقدر خبراء أنّ نسبة الإقبال على الانتخابات المحلية كانت 56 في المئة.

ووُضع فيلدرز الذي يواجه تهديدات بالقتل تحت حراسة أمنية مشددة خلال حشد شارك فيه أمس الأربعاء.

(رويترز)