رأت الحكومة القرغيزية المؤقتة، أمس، أنّ تمسك الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف بمنصبه ونفيه الاستقالة، ادّعاءات لا تتفق مع الواقع. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن رئيس جهاز الحكومة القرغيزية المؤقتة ايديل بايسالوف قوله للصحافيين إنّ «ادعاءات» باكييف بأنّه لا يزال رئيساً للدولة القرغيزية لا تتفق مع ما حصل في البلاد.وأضاف بايسالوف إنّ «الدول العظمى» بمشاركة الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة عملت على ترحيل باكييف من البلاد، مشيراً إلى أنّ الأخير سلم ممثلين عن هذه الدول والمنظمات بيان استقالته من منصبه.
وكان باكييف قد نفى أمس من بيلاروسيا استقالته، رافضاً أن تصبح بلاده «مستعمرة» لأحد، ودعا زعماء العالم لئلا يعترفوا بالحكومة القرغيزية المؤقتة التي ألّفتها المعارضة.
بدوره، أعلن وزير المال القرغيزي بالوكالة، تيمير سارييف، أنّه عثر في البنوك التجارية القرغيزية على مبالغ بقيمة 20 مليون دولار مسجّلة بأسماء عدد من الأشخاص المقربين من باكييف.
ولفتت وسائل الإعلام القرغيزية إلى أنّ وزير الخارجية كانات سوداباييف والحكومة المؤقتة تداولا في مسألة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد. ولفتت إلى أنّ مستشارين ومراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمات دولية أخرى سيشرفون على العملية الانتخابية.
إلى ذلك، أفادت وسائل الإعلام القرغيزية بأنّ أعمال شغب نشبت بين مناصري باكييف وأنصار المعارضة في وسط مدينة جلال آباد الجنوبية، مسقط رأس الرئيس المخلوع. وأشارت إلى أن بين 300 و400 شاب، بينهم مسلحون، يحتجون في المدينة ويتضاربون بالحجارة.
وكانت رئيسة الحكومة القرغيزية الجديدة روزا أوتونباييفا قد أصدرت أمراً بإطلاق النار على اللصوص والمخربين في البلاد مباشرة بعد موجة الشغب الأخيرة التي خلفت عدداً من القتلى والجرحى.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بيان رسمي لأوتونباييفا أنّه «في حال تعرض المواطنين وبيوتهم وممتلكاتهم لاعتداءات، وفي حال الاعتداء على المنشآت المدنية والعسكرية، يتعين على قوات الأمن إطلاق النار على المعتدين».
ودعت أوتونباييفا الشعب إلى التزام الهدوء، ومنع التحريض، ومحاربة مفتعلي الشغب والقوى التي تحاول تدمير السلام والانسجام العام في البلاد.
وكانت أوتونباييفا قد انتقدت استقبال بيلاروسيا لبكاييف، وقالت مساء الثلاثاء للصحافيين «إنّ شعب قرغيزستان لا يمكنه أن يؤيد استقبال بيلاروسيا شخصاً كهذا لأنّه مسؤول عن مقتل عدد كبير من الأشخاص».
(يو بي آي، أ ف ب)