لم تكد تمّر سنة ونصف على وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض حتى بدأ، مع المحيطين به والمقرّبين منه، التخطيط لحملة إعادة الانتخاب المقبلة في 2012. ويريد الرئيس أن يقطع الطريق منذ الآن على أي منافس له من داخل حزبه
ديما شريف
بدأ البيت الأبيض التحضير لحملة إعادة انتخاب ساكنه لولاية جديدة. ورغم أنّه لا يزال هناك أكثر من عامين على الانتخابات الرئاسية في 2012، إلا أنّ باراك أوباما لا يريد أن يترك شيئاً للصدف. وبدأ التداول بين مستشاري أوباما حول المكان الأبرز لإدارة الحملة منه، وتتقدم حظوظ شيكاغو، مدينة الرئيس الأميركي على غيرها، نظراً إلى نجاح الحملة السابقة التي انطلقت منها وأوصلت أوباما إلى البيت الأبيض.
ومن المتوقع أن يدير الحملة نائب رئيس موظفي البيت الأبيض جيم ميسينا وفق ما صرح به عدد من الديموقراطيين. ولا تزال المفاوضات في بداياتها، إذ يركز الديموقراطيون اليوم على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تجري في تشرين الثاني المقبل. لكنّ الرئيس أعطى موافقته على الترشح من جديد ويريد أن تشبه الحملة المقبلة حملته الناجحة لعام 2008.
ومن الممكن أن يترك دايفيد اكسلرود منصبه مستشاراً في البيت الأبيض ليعود إلى شيكاغو ويشرف من هناك على الإعلام والإعلان الانتخابيّين للحملة. ولم يتضح حتى الآن موقع مدير حملة 2008 دايفيد بالوف، الذي من المتوقع أن يكون مستشاراً للحملة الجديدة.
لكن رغم الحديث المتنامي في أروقة الإدارة عن الحملة المقبلة، لم يتخذ أي قرار نهائي بعد. لكن يتضح حتى اليوم عدد من الأسماء التي ستشارك في الحملة الجديدة. فهناك المستشارة أنيتا دان، التي لم يحدد موقعها الجديد بعد، كما من المتوقع مشاركة مدير الإعلام في اللجنة الوطنية الديموقراطية براد وودهاوس الذي من الممكن أن يتسلّم منصب مدير الإعلام في حملة إعادة الانتخاب.
وفي مقابل انتقال بعض الديموقراطيين النافذين إلى الولاية، التي سيتم اختيارها للعمل في الحملة، سيبقى آخرون إلى جانب الرئيس في واشنطن لإدارة البلاد. من هؤلاء المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، مدير الاتصالات دان فايفر والمستشارة فاليري جاريت.
ويريد البيت الأبيض من هذه الخطوة المبكرة استباق أي محاولة جدية من داخل البيت الديموقراطي نفسه للترشح ضد الرئيس. وبدأ فريق عمل أوباما يبحث عن معلومات خفيّة عن أيّ مرشح محتمل لاستخدامها في الوقت المناسب.
ومن المتوقع أن تطلق حملة اعادة الانتخاب بعد عام تقريباً، كما فعل الرئيس الأسبق الديموقراطي بيل كلينتون الذي انتظر انتهاء انتخابات التجديد النصفي الأولى في عهده ليطلق حملته. وكذلك فعل الرئيس السابق الجمهوري جورج بوش الابن.
وستستعين الحملة الرسمية بمنظمة «أوباما من أجل أميركا» (obama for america OFA) التي أسسها الرئيس بعد انتخابه والتي أصبحت ركناً أساسياً من اللجنة الوطنية الديموقراطية مع مندوبين لها في الولايات الخمسين. وسبق أن استعان الرئيس بهذه المنظمة خلال العام الماضي للترويج لسياسته بشأن قانون الرعاية الصحية.
ويبدو أنّ الآراء داخل الدائرة المقربة من أوباما منقسمة حول اختيار شيكاغو، حيث كان يعيش الرئيس، كمكان للحملة الانتخابية. فهناك من يرى الخيار جيداً نظراً إلى بعد المكان عن واشنطن لفصل الحملة عن العاصمة والتركيز على إعادة انتخاب الرئيس لولاية ثانية. كما يرى البعض أنّ المكان يحمل حنيناً للرئيس وزوجته، ما قد يريحهما في الحملة.
لكنّ بعض المستشارين يريدون أن يكون مركز الحملة في واشنطن كي يكون اللقاء سهلاً بين الفاعلين في الحملة والرئيس ولعدم تشتيت الجهود. ويقترح فريق آخر أن يكون مركز الحملة في ولاية فيرجينيا، أي على مرمى حجر من العاصمة واشنطن لتسهيل التواصل بين الحملة والبيت الأبيض.