strong>عادت قضية العالم النووي الإيراني المفقود شهرام أميري، إلى واجهة الأحداث أمس، غداة ظهوره في مكتب المصالح الإيرانية في واشنطنأعلنت واشنطن أمس أن عالم الفيزياء النووية الإيراني المفقود، شهرام أميري، موجود في الولايات المتحدة بـ«محض ارادته»، وأنه «حر في الرحيل» كما اختار. وجاءت هذه التصريحات في وقت برز فيه موقف أميركي لافت تحدث عن موافقة أنقرة على التنحي جانباً في قضية العقوبات الدولية على إيران، المفروضة بذريعة برنامجها النووي.
ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن وكالة «أسوشييتد برس» قولها إن مسؤولاً أميركياً لم تذكر اسمه، قال إن الموقف التركي الذي وافق على التنحي جانباً في قضية العقوبات على إيران، جاء خلال مكالمة هاتفية أجريت بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ونظيرها التركي أحمد داوود أوغلو.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، أن عالم الفيزياء النووية الإيراني، شهرام أميري، موجود في الولايات المتحدة بـ«كامل إرادته»، وأنه «حر في الرحيل» كما اختار.
وقال كراولي إن أميري كان بداية سيعود إلى إيران الاثنين «لكنه لم يتمكن من إجراء الترتيبات اللازمة للتوجه إلى إيران عبر بلد ترانزيت»، موضحاً أن الفيزيائي الإيراني أقام في الولايات المتحدة «لبعض الوقت» وأبلغ الولايات المتحدة برغبته في مغادرة البلاد.
وقال المتحدث للصحافيين: «لا أستطيع أن أقول لكم» ما إذا كان أميري قد سلم معلومات بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أنه لا يملك معلومات تفيد بأن أميري أسيئت معاملته أثناء وجوده في الولايات المتحدة.
وكان أميري قد أجاب عن أسئلة التلفزيون الإيراني بالهاتف، قائلاً إنه موجود في مكتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن، مشيراً إلى أنه «منذ اليوم الذي بُثَّت فيه تصريحاتي على الإنترنت (في 5 حزيران الماضي) أدرك الأميركيون أنهم الخاسرون في هذه القضية».
وأعرب أميري عن «سروره» في المقابلة، قائلاً: «بعد نشر تصريحاتي على الإنترنت والإهانة التي لحقت بالولايات المتحدة، أرادوا إرسالي الى إيران من دون ضجة في رحلة إلى بلد آخر ليتمكنوا بعد ذلك من نفي علاقتهم بالقضية».
وقال عالم الفيزياء النووية، الذي تقول طهران إنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية خطفته، إنه تعرض خلال الأشهر الـ14 الأخيرة «لضغوط نفسية كبيرة، وإنه كان تحت حراسة مسلحين». كذلك أعرب عن الأمل في «التمكن من العودة بأسرع ما يمكن إلى البلاد».
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الباكستانية «أنه (أميري) ليس في السفارة الباكستانية نفسها. لكنه في قسم رعاية المصالح الإيرانية. سفارتنا اتصلت برئيس القسم الإيراني وقالوا لنا إنهم يتخذون الإجراءات لإعادته إلى إيران».
كذلك، أكد مصدر مطّلع في وزارة الخارجية الإيرانية، وجود أميري في مكتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن. وقال وزير الخارجية، منوشهر متكي، خلال مؤتمر صحافي في مدريد: «نحن لدينا الأمل في أن يتمكن (أميري) من أن يعود إلى وطنه من دون أي عقبات، وفي ألّا تضع (الولايات المتحدة) أي عراقيل أمام عودته إلى وطنه». ووصف متكي تصريحات الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف، الذي قال إن إيران «تقترب من امتلاك وسائل لصنع سلاح نووي»، بأنها «خاطئة تماماً». وقال إن «تصريحات مدفيديف الأخيرة عن الملف النووي خاطئة تماماً وننفيها». وأضاف: «لا نعرف الهدف الأخير من هذه التصريحات وماذا وراء ذلك. لكننا نتمسك بموقفنا بوضوح ولا نطالب إلا بحقنا».
من جهة ثانية، أعلن قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال راي أوديرنو، أن مجموعات من الناشطين تلقت أخيراً في إيران تدريبات خاصة على شنّ هجمات على القواعد الأميركية.
وأكد أوديرنو تشديد الإجراءات الأمنية المتخذة في القواعد العسكرية إثر تقارير استخبارية تؤكد أن «كتائب حزب الله، التي تتلقى دعم طهران، تخطط لشن هجمات». وقال: «كانت هناك معلومات استخبارية تتعلق بمحاولة عملاء إيران مهاجمة القواعد الأميركية، وهو أمر نراقبه عن كثب». ورأى أوديرنو أن ذلك «يمثل محاولة من إيران والآخرين للتأثير على دور الولايات المتحدة في العراق».
إلى ذلك، أرجئت الانتخابات البلدية الإيرانية التي كانت مقررة في أواخر عام 2010 إلى عام 2013 لتتزامن مع الانتخابات الرئاسية، وذلك عملاً بقانون جديد أقره مجلس الشورى.
(أ ب، يو بي آي، فارس، أ ف ب، رويترز، مهر، إرنا)