لعبة عضّ الأصابع بين طهران والغرب لم تنته. فالعقوبات الدولية والأحادية التي فرضتها العديد من الدول على النظام الإسلامي لا تزال أسيرة المحاولات الإيرانية للالتفاف عليها بطرق عديدة. لعل أهمها سحب أصول مالية من مصارف أوروبيةأعلنت طهران أمس سحب أصول مالية تابعة لمصارف إيرانية من مصارف أوروبية، في محاولة للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها من مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى، بسبب برنامجها النووي.
وقال رئيس المصرف المركزي الإيراني، محمود بهمني، «سُحبت أصول مصارف إيرانية من مصارف أوروبية»، مشيراً إلى أن «المصرف المركزي الإيراني كان مستعداً لأي من هذه الاحتمالات منذ ستة أشهر». وأكد أن «المصارف الإيرانية لا تواجه صعوبات بسبب العقوبات. ليس لها تأثير على مصارفنا».
في هذه الأثناء، أعلن مساعد وزير النفط الإيراني، محسن خجسته مهر، أن عائدات إيران من صادرات النفط بلغت 69 مليار دولار، خلال عام من تسلّم الحكومة العاشرة (الحالية)، لمهماتها.
وأوضح خجسته مهر أن العوائد النفطية بلغت إبان الحكومة الثامنة 22 مليار دولار سنوياً، فيما زادت خلال عهد الحكومة التاسعة إلى 58 مليار دولار سنوياً.
وأشار إلى أنه يُصدّر حالياً 20 مليون متر مكعب من الغاز يومياً إلى الخارج، بعدما كانت الكمية 6 و14 مليون متر مكعب يومياً خلال الخطتين التنمويتين الثالثة والرابعة على التوالي.
من جهة ثانية، دعا وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، إلى ضرورة بناء «صرح منطقي» للعلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي في المرحلة الجديدة.
فرنسا تطالب الاتحاد الأوروبي بإجراءات عقابية ضد إيران بسبب سكينة اشتياني
وقال متكي، خلال لقاء السفير الدنماركي لدى طهران توماس انكيه كريستين سان، لمناسبة انتهاء عمله، «إن التفهّم المتبادل يجب أن يكون أساس التعاون بين الجانبين، ونتصور أن على أوروبا أن تنظر إلى التطورات في العقود الأخيرة في مناطق مختلفة من العالم، وخاصة منطقتنا، من منظار يتّسم بالواقعية».
في سياق آخر، دعت فرنسا إلى تحرّك مشترك لدول الاتحاد الأوروبي لدى طهران، لإنقاذ الإيرانية سكينة محمدي اشتياني، التي حُكم عليها بالموت رجماً بتهمة الزنى والتواطؤ في جريمة قتل زوجها، كذلك طلبت تهديد إيران بعقوبات. وكتب وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، في رسالة وجهها إلى الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، «أصبح من الضروري توجيه رسالة مشتركة من أعضاء الاتحاد الأوروبي كلهم إلى السلطات الإيرانية. أنا مقتنع بذلك إذا ما أردنا إنقاذ هذه الشابة».
وأضاف الوزير الفرنسي «يجب أن ينخرط الاتحاد الأوروبي في مبادرات جديدة لتذكير السلطات الإيرانية، كما هي الحال في الملف النووي، بأن سلوكها الانعزالي وانغلاقها سيكون له ثمن، وأنه يمكنها تجنّب ذلك حال اختيارها سلوكاً أكثر مسؤولية وأكثر تطابقاً مع التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان».
وأوضح كوشنير «بدأت أعمال في هذا الاتجاه، وخصوصاً ببادرة من سفراء دول الاتحاد الأوروبي في إيران. ويفترض أن يُفرغ منها في أقرب وقت، على قاعدة مقترحات من العديد من الدول الأعضاء، بينها فرنسا وبريطانيا».
وأدّت حالة اشتياني، الأم البالغة من العمر 43 عاماً، التي حُكم عليها بالرجم حتى الموت في 2006 بعدما أدينت بتهمتي الزنى والتواطؤ في جريمة قتل زوجها، بحسب القضاء الإيراني، إلى تعبئة في الأسابيع الأخيرة في بعض البلدان الغربية، لدرجة أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال إن فرنسا تعدّ سكينة من «مسؤوليتها».
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع العميد أحمد وحيدي إذا «تعرّضت إيران لاعتداء من أي بلد، فإننا سنستخدم جميع أسلحتنا ونردّ على العدو ردّاً صاعقاً».
وأشار وحيدي، في تصريح إلى وكالة «مهر» للأنباء، إلى أن القوات المسلحة في بلاده افتتحت على مدى عام مضى 126 مشروعاً عسكرياً ودفاعياً جديداً، منها نحو 40 مشروعاً مهماً خلال أسبوع الصناعات الدفاعية.
من ناحية ثانية، جرح إيرانيان أثناء حادث هبوط طائرة في مطار تبريز شمالي شرقي طهران، بسبب الأمطار الغزيرة.
(أ ف ب، مهر، رويترز، فارس، يو بي آي)