خاص بالموقع | واشنطن ـ محمد سعيديرى محللون أن العرض الأميركي الذي قدم إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مباحثات مطولة أجرتها معه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في نيويورك يوم الخميس الماضي، القاضي بتجميد مؤقت وجزئي للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة لمدة ثلاثة أشهر لقاء حوافز أمنية وعسكرية مغرية، ينطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة إلى جميع الأطراف حتى قبل أن يبدأ المجلس الوزاري الإسرائيلى المصغر النظر فيه. وأثار العرض الأميركي اعتراضات قوية من اليمين الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير تحليلي إن تعهد نتنياهو بممارسة الضغط لتمديد تجميد الاستيطان لمرة واحدة فقط ـ لمدة 90 يوماً ـ في الضفة الغربية المحتلة، يمثّل رهاناً من الإسرائيليين والأميركيين ويكفي لكي تحقق محادثات السلام شيئاً من الإنجاز يصل إلى حد أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن محادثات السلام حتى بعد انتهاء مدة تجميد الاستيطان.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما التي أكدت في بداية توليها السلطة في واشنطن في 2009 أنها ضد بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، وحتى ما يسمى الزيادة الطبيعية، فإنها في العرض الجديد تكون قد تخلت عن ذلك التعهد، الأمر الذي يجعل من غير الواضح ما الذي سيحدث لعملية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي على مسارها الفلسطيني ـ الإسرائيلي، إذا بقي تجميد الاستيطان المقترح على غرار سابقه، يأتي ويذهب بدون التزام الجانبين بالاستمرار في المفاوضات المباشرة والتوصل إلى نتيجة.
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن الحدود النهائية للدولة الفلسطينية المستقبلية لا يمكن التفاوض عليها في غضون ثلاثة أشهر، لكنهم يأملون إحراز تقدم كاف لتبادل كتل استيطانية بأراضٍ أخرى، فضلاً عن قضايا أخرى مهمة، بحيث لن يكون تجميد الاستيطان طلباً فلسطينياً للمضي قدماً في المفاوضات.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن بإمكان إسرائيل والسلطة الفلسطينية تحقيق تقدم كاف بشأن الدولة الفلسطينية فيما لو تجاوزتا مسألة الاستيطان. وقال مصدر مطّلع على المفاوضات إن الجانبين سيتفقان على أن الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية ستبقى باعتبارها «مناطق إسرائيلية» لقاء أراضي مساوية تقدم للسلطة الفلسطينية في المناطق المحتلة عام 1948.
وأضاف المصدر أنه يمكن إرجاء رسم خطوط الحدود إلى وقت لاحق من المفاوضات، لكن الاتفاق العام على شكل الدولة الفلسطينية من شأنه أن يؤدي إلى انحسار أهمية المستوطنات. وقال إنه ليس من الضروري أن يتوصل الجانبان على الفور إلى تسوية القضايا الحساسة مثل وضع القدس في بداية فترة التسعين يوماً من التمديد المؤقت والجزئي للاستيطان، وهي فترة يرى المصدر أنها تسمح للمفاوضات بأن تستمر دون عرقلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومحللين قولهم إن نتنياهو يواصل التفاوض مع حكومة أوباما في تفاصيل العرض الأميركي، ومنها شروط تسليم الطائرات الأميركية المقاتلة لإسرائيل والمعدات العسكرية والاتفاقية الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة. كذلك يناقش نتنياهو الأمور التي من المرجح أن تعرضها إدارة أوباما لاحقاً عندما تقترب إسرائيل من توقيع اتفاق نهائي.