Strong>اقتحم طلاب من الجامعات البريطانية مقر حزب المحافظين الحاكم أمس احتجاجاً على خطط الحكومة البريطانية لزيادة الرسوم الجامعية ثلاثة أضعافاستغل طلاب جامعيون غاضبون تظاهرة طلابية للاحتجاج على توجه حكومة رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، لزيادة الرسوم الجامعية، وأقدموا على اقتحام مقر حزب المحافظين والتنديد بسياساته الاجتماعية. وعرضت محطات التلفزة صوراً لطلاب خلعوا قمصانهم وغطى بعضهم وجوههم، في بهو مبنى ميليبانك الواقع قرب مجلس النواب الذي يضم مقر حزب المحافظين.
وحطم المتظاهرون زجاج نوافذ مدخل المبنى وأضرموا النار في اللوحات الورقية التي كانت أمام المبنى، الذي أُجلي مئات العاملين فيه بعد انطلاق جرس الإنذار من الحريق، فيما أفيد بإصابة تسعة أشخاص بجروح طفيفة.
وكان الطلاب يشاركون في تظاهرة حشدت وفقاً للمنظمين أكثر من 30 ألف طالب، وعبرت عدداً من شوارع لندن احتجاجاً على اقتراحات لحكومة ائتلاف المحافظين والديموقراطيين الأحرار التي تولت السلطة في أيار الماضي، بزيادة الرسوم الجامعية.
وتتناقض هذه الخطة مع الوعود التي أطلقها الديموقراطيون الأحرار قبل الانتخابات.
وشارك في التظاهرة طلاب حضروا إلى لندن من مختلف البلدات والمدن البريطانية، وبينها مدن جامعية كبيرة مثل ليفربول ونيوكاسل وبرمنغهام.
وحذر رئيس اتحاد الطلاب الوطني، ارون بورتر، نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب الديموقراطيين الأحرار، نيك كليغ، من أنه سيفقد دعم جيل كامل من الشباب إذا ما واصل دعمه لرفع الرسوم. وقال: «يجب على نواب البرلمان التفكير مرتين قبل تنفيذ هذه السياسة المثيرة للغضب».
لكن بورتر نفى أن يكون اقتحام مقر حزب المحافظين جاء ضمن خطة معدة سلفاً، قائلاً: «هذا لم يكن جزءاً من خطتنا»، وألقى اللوم على «آخرين انتهزوا الفرصة لخطف الاحتجاج السلمي».
من جهتها، رأت الأمينة العامة لاتحاد الجامعات والكليات، سالي هانت، أن الاحتجاج كان «حدثاً هاماً للغاية». وأوضحت أن التظاهرة «ترفع الصوت حول غضب الطلاب والأكاديميين وقلقهم في مجال التعليم العالي بشأن ما تحاول الحكومة القيام به».
أما الطالب غريغ القاضي، فرأى أن الحكومة «بحاجة إلى التفكير مرة أخرى في الضرر الذي ستسببه لجيل من الشباب إذا قررت المضي قدماً في زيادة الأسعار»، فيما رأت الطالبة آنا تينانت «أنّ من المهم أن يقف الطلاب ويصرخوا بسبب ما يجري». ولفتت إلى أن «السياسيين لا يبدو أنهم مهتمون»، وشددت على أنه يجب من الحكومة «أخذ المال من الناس الذين يحصلون على رواتب من سبعة أرقام، لا من الطلاب الذين ليس لديهم أي أموال».
في المقابل، دافع وزير الجامعات، ديفيد ويليتس، عن النظام الجديد، قائلاً إنه سيكون أكثر عدلاً من النظام الراهن، على اعتبار أنه يقدم المزيد من المساعدة لأفقر الطلبة. ولفت إلى أن الطلاب لن يضطروا إلى دفع أي شيء «مقدماً»، ولن يكون عليهم سوى تسديد قروض الرسوم الدراسية عندما يتولون وظائف جيدة الأجر، ويبدأون بجني مرتبات تفوق 21 ألف جنيه استرليني.
(أ ف ب، بي بي سي)