صنعاء | بدأت الإمارات، منذ فترة قصيرة، عملية إعادة هيكلة للقوات الموالية في المحافظات الجنوبية، وتحديداً في محافظة شبوة، وسط تَوجّه لتعويم فصيل طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على حساب «المجلس الانتقالي الجنوبي». وأثار هذا التوجُّه غضب أنصار «الانتقالي»، الذين اتّهموا قيادة «المجلس» التي تقيم في أبو ظبي بـ«خيانة الجنوب وبيْع دماء أبنائه من دون ثمن»، كما بـ«التماهي مع التحرّكات السياسية والعسكرية لتيار صالح في شبوة وحضرموت». وتحت الضغط الشعبي هذا، أعلن «الانتقالي» في شبوة رفْض تحرّكات صالح في المحافظة، واصفاً إيّاها بـ«التحركات المشبوهة التي تحاول تدوير زمن ولّى وانقطعت آثاره». واتّهمت الهيئة التنفيذية للمجلس هناك، في بيان مطلع الأسبوع الجاري، طارق بـ«استغلال حالة الفقر والعوز الأسري لتنظيم لقاءات لقطاعات نسوية أو ما شابه»، معتبرةً ذلك «ضرباً من الاستهانة بكلّ التضحيات الجنوبية الغالية وبسيرورة التاريخ الذي أفرز حقائق جديدة يَصعب على الواهمين اليوم تجاوزها أو القفز عليها».
أعلنت قيادة «الانتقالي» في شبوة رفْض تحرّكات طارق صالح في المحافظة

«الانتقالي»، الذي أيّد إقالة محافظ شبوة السابق المحسوب على حزب «الإصلاح»، محمد بن عديو، الشهر الفائت، ورحّب بتعيين الشيخ عوض بن الوزير العولقي، المحسوب على تيّار طارق صالح والمدعوم من الإمارات، بدلاً منه، وجد نفسه أمام محاولة لتهميشه من قِبَل راعِيته الأولى. فبعد أن دفعت أبو ظبي بميليشيات «العمالقة» الجنوبية للقتال في محور بيحان الشهر الماضي، تحت علم دولة الجنوب السابقة الذي يرفعه «الانتقالي»، بدأت أخيراً إجراء مجموعة تغييرات في تلك الميليشيات التي خسرت أكثر من 800 من عناصرها في معارك بيحان، فضلاً عن مئات الجرحى، إذ وجّهت بتغيير تسمية عدد من ألوية «العمالقة» إلى «قوات دفاع شبوة» الخاضعة شكلياً لسلطات المحافظ الجديد، والتابعة فعلياً لقيادة طارق، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشّراً إلى أن الإمارات تريد تسليم ملفّ شبوة لتيار صالح، بعدما استطاعت سحْبه من يد «الإصلاح»، ودليلاً على انعدام الثقة بين «الانتقالي» من جهة، والتحالف السعودي - الإماراتي من جهة أخرى.
كذلك، تفاجَأ قائد ميليشيات «النخبة الشبوانية» التابعة لـ«الانتقالي»، محمد سالم البوحر، الذي نُفي إلى القاهرة بتوجيهات من قيادة «التحالف» الشهر الماضي، بدمْج الميليشيات الموالية له بقوات الأمن الخاصة التي كانت محسوبة على «الإصلاح»، وهو ما دفعه إلى التوعُّد بالعودة إلى شبوة خلال أيام، و«قلْب الطاولة على الجميع»، واعتبار ما يحدث في المحافظة «مؤامرة على الجنوب». وقوبل موقف البوحر وغيره من المواقف المماثلة، بمحاولات إماراتية لتشوية صورة قيادات «الانتقالي» عبر نشْر فضائح تخصّهم، الأمر الذي حمَل المجلس على سحْب بيانه الرافض لتحرّكات تيّار صالح في شبوة.