خيّمت نوبات غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرة جديدة على القمّة
وبدأ اليوم الثاني والأخير من القمة مع بثّ شريط فيديو يظهر فيه ترودو، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس وزراء هولندا مارك روتي، وهم يسخرون من تسبّب ترامب في تأخير اجتماعات الأيام السابقة. وقد أثار ذلك غضب الرئيس الأميركي، الذي انتقد ترودو لعدم تحقيق هدف أعضاء «الناتو» بإنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلّي على الدفاع. وقال ترامب إن ترودو «ذو وجهين»، مضيفاً أنه «شخص لطيف. أعتقد أنه شخص لطيف، ولكن الحقيقة هي أنني انتقدته بسبب عدم دفعه نسبة 2%، وأعتقد أنه ليس سعيداً بذلك». ويأتي كل ذلك بعدما انطلقت اللقاءات، أول من أمس، في ظل تبادل الانتقادات عقب التصريحات الأخيرة لماكرون، الذي اعتبر أن «الحلف الأطلسي» في حالة «موت دماغي»، داعياً إلى مراجعة استراتيجيته وإعادة فتح الحوار مع روسيا، وإعادة التركيز على القتال ضد الإرهاب الإسلامي.
على العموم، ورغم الخلافات، نجح القادة في الاتفاق على «إعلان لندن»، بينما سحبت تركيا اعتراضاتها بعدما عقد ترامب اجتماعاً جانبياً غير مقرر مع أردوغان. وجاء في البيان: «في هذه الأوقات الصعبة، نحن أقوى كحلف، وشعوبنا أكثر أماناً». وأضاف: «إن رابطنا والتزامنا المتبادل قد كفل لنا حرياتنا وقيمنا وأمننا لمدة 70 عاماً».
من ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن البيان هو الأول الذي يعترف فيه «الحلف» بالتحدي الاستراتيجي المتزايد الذي تمثله الصين، الأمر الذي كان قد تطرّق إليه الأمين العام لـ«الحلف» ينس ستولتنبرغ، أول من أمس، وكرّره أمس في مؤتمر صحافي، قال فيه: «ناقشنا اليوم لأول مرة في تاريخ الحلف نموّ الصين اقتصادياً وإنتاجها من الصواريخ». واستطرد قائلاً: «نعمل على تشجيع الصين على توقيع اتفاقيات معنا». ستولتنبرغ شدّد، في الوقت ذاته، على إيمان «الحلف الأطلسي» بالحوار مع روسيا، وحاجته إلى علاقات أفضل معها. وأشار إلى أن «حلف الناتو يفضل دائماً الحوار مع روسيا، لكونها أكبر جيراننا، وعلينا تجنّب سباق تسلّح معها، لأن ذلك سيكون مكلفاً وخطيراً»، الأمر الذي انعكس في البيان المشترك، الذي أبقى على احتمال إقامة «علاقة بنّاءة مع روسيا عندما تجعل تصرفاتها ذلك ممكناً»، لكنه شدّد على التهديد الذي يمثله نشر موسكو صواريخ نووية متوسطة المدى.