توعّد مناصرو مادورو بمواجهة الحرب المفروضة على الثورة البوليفارية
حين أُشيع نبأ الانقلاب، الذي نشره وزير الإعلام ودعا فيه الشعب إلى مساندة الجيش في حماية البلاد من الفوضى، احتشد عشرات الآلاف من مناصري الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أمام القصر الرئاسي في ميرا فلوريس، وجابوا شوارع كاراكاس، مندّدين بما سمّوه «الانقلاب الأميركي ـــ الكولومبي»، ومتوعدين بمواجهة الحرب المفروضة على الثورة البوليفارية. الرئيس مادورو، في أول تغريدة له بعد محاولة الانقلاب، أكد أن القيادة العسكرية متماسكة ووفية للوطن وللدستور، داعياً أنصاره إلى الالتفاف حولها لإفشال المؤامرات على بلاده. خطابه بدا هادئاً أمام عاصفة يقول الأمنيون إنها مرّت بسلام على كاراكاس، وانتهت بهزيمة قاسية لواشنطن وبوغوتا.
محاولة الانقلاب استدعت، أيضاً، ردود فعل إقليمية ودولية، أبرزها الموقف الإسباني الذي عارض الانقلاب، داعياً إلى إجراء انتخابات نزيهة، تلافياً للمزيد من الاضطرابات. كذلك، أدانت كلّ من بوليفيا وكوبا التعرّض للأمن الفنزويلي، وحثّت المكسيك على فتح أفق الحوار بدلاً من توتير البلاد ووضعها أمام منعطفات خطيرة. أما البرازيل، فقد دعت على لسان رئيسها جايير بولسنارو، إلى اجتماع عاجل من أجل التباحث في تطوّرات فنزويلا، فيما علمت «الأخبار» أن القيادة العسكرية البرازيلية أعربت عن استيائها الشديد من تصرّفات الحكومة البرازيلية حيال الملف الفنزويلي، وحذرت وزير الخارجية أرنستو آراووجو من التماهي مع واشنطن في أي عمل عدائي ضد كاراكاس.
يرى أستاذ العلوم السياسية الأميركي، إيان بريمر، أن واشنطن فشلت، خلال الأشهر الماضية، في إسقاط الرئيس مادورو الذي يتمتع بدعم كامل من المؤسسة العسكرية، معتبراً أن «محاولاتها المستمرة ستبوء بالفشل ما لم تكسب هذه المؤسسة إلى جانبها، من خلال رعاية نفوذها ومصالحها في المرحلة المقبلة». حديث تقول المؤسسة العسكرية الفنزويلية إنه يقارب نصف الحقيقة في الوقوف إلى جانب الشرعية الدستورية؛ لكونه لا يراعي التجربة العسكرية الفنزويلية التي لم تتغيّر ولم تتأثر في أصعب الأوقات، ولا بفعل الإغراءات التي تدفّقت عليها منذ اندلاع الأزمة.