ربما يكون مرور ثماني سنوات على «ثورة 25 يناير»، وخمس سنوات «تقريباً» على خسارة الثورة معظم مكتسباتها، مؤشراً خطيراً على بطء التغيير في المجتمع المصري. فبقاء محمد حسني مبارك 29 سنة و120 يوماً على الكرسي بالاستبداد، وإن تخفّفت قيوده قليلاً في أعوامه الأخيرة، رسّخ دولة عميقة مؤسستها الأقوى هي الجيش الذي يستمدّ دعائمه مما قبل مبارك. ما يخيف أهالي «المحروسة» والمهتمين بهم أن الوضع قد يحتاج إلى سنوات شبيهة لتأتي «الساعة الصفر» مجدداً. فعبد الفتاح السيسي خرّب ما لا يمكن أن يُعمّر بسهولة، ليس بإفلاس الدولة ورهنها بشروط «صندوق النقد الدولي»، وهو ما لم يفعله مبارك نفسه، وليس بـ«إنجاز» مشاريع لا يُعرف كيف بدأت وأين ستنتهي، مثل تفريعة السويس والعاصمة الجديدة، فحسب، بل بالتفريط بأرض مصرية كما جزيرتَي تيران وصنافير، وتدمير مدن مثل رفح والشيخ زويّد، وتهجير فئات كاملة (كالأقباط) من السويس... وصولاً إلى الاندفاع في المشاركة في «صفقة القرن» التي إذا نجحت، فستغير وجه المنطقة إلى الأسوأ