بومبيو: سنعمل عبر «الدبلوماسية» على «طرد آخر جندي إيراني» من سوريا
المشهد الذي يبدو مخططاً بعناية، يحاكي مبادرة تركية اقترحت توحيد «الإدارات المدنية» في إدلب ومحيطها، وحلِّ «تحرير الشام» وباقي الفصائل وصهرها في مشروع «الجيش الوطني» لاحقاً. ورغم أن لا علائم واضحة كانت تدلّ بشكل مباشر على احتمال نجاح هذا التحرك من «تحرير الشام»، إلا أنه يمكن استذكار بعض الإشارات التي مهّدت الطريق أمام «حكومة الإنقاذ» لتكسب عبره، فبعد أقل من شهر على إقرار «اتفاق سوتشي» الخاص بإدلب، وبينما كان يجري الحديث عن انتهاء المهلة أمام انسحاب «الجماعات الإرهابية» من «المنطقة المنزوعة السلاح» أعلنت تلك الحكومة تبني علم جديد ينسخ «علم الثورة» ويستبدل نجومه الثلاث بعبارة «لا إله إلا الله» التي تعد أبرز علامات راية «جبهة النصرة». وحضر هذا العلم قبل أيام، في خلفية اجتماع وفد «الإنقاذ» مع وجهاء مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي.
ولحين بيان مواقف الأطراف المعنية بمصير إدلب ومحيطها، وخاصة موسكو وطهران ودمشق، جاءت التصريحات التركية ضبابية حول التطورات الأخيرة؛ إذ أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده تتخذ «جميع التدابير اللازمة لوقف هذه الهجمات من قبل الجماعات المتطرفة»، وقام مسؤولوها بـ«الخطوات اللازمة لوقف الصراعات المسلحة في إدلب». ورغم أن هذا التصريح لا يكشف ماهية الخطوات التركية المرتقبة هناك، إلا أنه يؤكد أن تركيا لعبت دوراً في «وقف الصراع» الدائر، بما يشير إلى رعاية ضمنية لاتفاق «تحرير الشام» وباقي فصائل «الجبهة الوطنية».
ورغم حساسية ما يجري في شمال غرب سوريا، بقيت التصريحات مركّزة على مصير شرقي الفرات. ومع تأكيد الولايات المتحدة أن انسحاب قواتها «حتمي»، ولن يتأثر بأي تطورات بما فيها التهديدات التركية بشن عملية عسكرية، ردّت أنقرة بالصيغة نفسها، وقال جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة «NTV» التركية، إن العملية العسكرية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية «لا تتوقف» على انسحاب القوات الأميركية. وخرج وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بتصريحات لافتة من القاهرة، أكدت أن واشنطن ستعمل عبر «الدبلوماسية» على «طرد آخر جندي إيراني» من سوريا، نافياً أن تكون الشروط التي رُبط بها انسحاب القوات، تتناقض مع تعهد الرئيس دونالد ترامب، الأول.