ثائر غندورلكنّ هناك كلاماً آخر بات يُقال في الكورة. فالناخبون الفعليون في القضاء ينقسمون إلى ثلاثة أجزاء: 3000 ناخب في عدد من القرى، أبرزها في بلدات نخلة، بتوراتيج ودده التي يرأس بلديتها ميشال اللقيس، شقيق المرشّح الشيوعي الدكتور سجعان اللقيس، بعدما ترأسها لخمس سنوات مسؤول تيّار المردة في الكورة، وسام عيسى. وأكبر العائلات السنيّة هي عائلة الأيوبي، التي يُعرف أبناؤها بالأيوبيين، نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي، ولا يزال يُكتب على هويّات هؤلاء «الأمير أو الأميرة» قبل أسمائهم. أما القوة الناخبة الثانية عند السنة فيمثّلها العرب، الذين ينتخب منهم 700 شخص، وأكبر عائلاتهم: عليوة وابراهيم والعثمان وطراف. أما الجزء الثالث فللعرب البدو الذين ينتخب منهم نحو 300 شخص، وأبرزهم آل الدحدح.
تقول المعارضة إنها باتت تستطيع كسر قدرة تيّار المستقبل التجييريّة، «ونحن سنحصل على عدد من الأصوات يراوح بين 40% و50% من الناخبين السنة»، يقول أحد النشطاء في الماكينات الانتخابيّة، فيما يقول شيخ عشيرة اللهيب، دياب عليوة، وشيخ آل عثمان، الشيخ إبراهيم عوض، إن الوضع بات معكوساً، «وستحصل المعارضة على أغلبية الأصوات».
لكن، ما هو سبب هذا التحوّل؟ يُعدّد النشطاء السياسيون في هذه المنطقة أربعة أسباب وراء هذا التحوّل:
ـــ الأول، هو الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة، التي حرّكت مشاعر هؤلاء، وأعادت تذكيرهم بقضيّتهم المركزيّة، كما يقول أحد النشطاء. فيما يذكر الشيخ دياب عليوة أن الناس «صحت، وعادت إلى الخط الوطني والقومي». ويقول أحد المراقبين للوضع السني في الكورة وخارجها، إن التبدّل في المزاج السني في هذا القضاء يسبق باقي المناطق.
ـــ الثاني، يتقاطع مع الأول، وهو الحملة المصريّة على حزب الله بسبب دعمه للمقاومة الفلسطينيّة، ما أدّى إلى عودة مفردات مثل «المقاومة» إلى الاستعمال بين الناس.
ـــ الثالث، هو سبب ذاتي عند المعارضة، إذ منذ انتخابات عام 2005، تنشط أحزاب المعارضة في عمل منظّم ودؤوب بهدف تبديل المزاج السياسي. وتعمل جهات لا مرشّحين لها في الدائرة بجد في هذا المجال، وهي استطاعت تحقيق خرق نوعي.
ـــ الرابع هو السبب الأكثر أهميّة، ويتعلّق بأداء نواب المنطقة وتيّار المستقبل، إذ يشكو عدد من الأهالي من أنهم يطلبون خدمات من هؤلاء النواب، «فنحال إلى تيّار المستقبل في طرابلس»، لكن المستقبليّين في طرابلس، لا يكترثون كثيراً لوضع الكورانيين لكونهم ليسوا في مجال عملهم الانتخابي، فيطلبون منهم العودة إلى نواب منطقتهم. ويشكو هؤلاء أيضاً من التمييز في المساعدات التي يُقدّمها فريد مكاري، إذ يقول هؤلاء إن هناك أشخاصاً في قرى أخرى «يحصلون على أرقام تصل إلى ألفي دولار، فيما لا ننال نحن سوى المئات القليلة من الليرات»، يقول أحد المواطنين.
وفي هذا الإطار يقول الشيخ إبراهيم عوض: «الشيخ سعد الحريري هو زعيم الطائفة، لكنه لم يفِ بوعوده لنا». ويشير الشيخ دياب عليوة إلى أن الحريري ظلّ يعد الشيخ محمّد سليمان، مرشّح عشائر العرب في عكّار، بأنه سيكون على اللائحة حتى قبل نصف ساعة من إعلان اللائحة، ثم «لبس الحطّة والعقال وقال إنه يُمثّل العشائر، نحن ذهبنا إلى وادي خالد وأيّدنا الشيخ سليمان»، مشيراً إلى أن هذا الأمر ساعد كثيراً في تقوية المعارضة.
إضافة إلى الصوت السني، الذي استطاعت المعارضة، كما تقول مصادرها، أن تكسر هيمنة المستقبل عليه، تملك لائحة المعارضة «BONUS»، هو عبارة عن الأصوات الشيعيّة التي توزّعت في الدورة الماضية بين المرشّحين كافة. لكنها ستصبّ اليوم لمصلحة هذه اللائحة. وتُشير المعلومات إلى أن نسبة مشاركة الـ1037 ناخباً شيعياً، ستكون قياسيّة، وربما تكون واحدة من أعلى نسب المشاركة للناخبين الشيعة في الدوائر، وذلك لأن نسبة المغتربين بين هؤلاء ضئيلة.
هذان العاملان يُضافان إلى العامل الأساس، وهو تفوّق المعارضة في الشارع الأرثوذكسي، الذي يبلغ عدد ناخبيه 37401، بحيث يُمكن لها أن تنال بحسب التوقعات بين 55% و60% من الأصوات الأرثوذكسيّة.
لهذه الأسباب، يقول المعارضون إنهم سيحصلون على 3 من 3.