رغم الإيجابية الحذرة، إن جاز القول، التي خيّمت على مجريات اليوم الأول من محادثات «جنيف 2» بين طرفي الصراع في اليمن، خرق «التحالف» السعودي وقف إطلاق النار في يومه الأول، ما خفض من فرص التوجه الحقيقي نحو وقف شامل ودائم للعدوان، وهو الشرط الأول لنجاح مساعي المحادثات في التوصل إلى حلٍّ سياسي. وفيما أمعنت الغارات الجوية في خرق وقف إطلاق النار، عرف الميدان كذلك مواجهات في أكثر من منطقة. فبعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس، تجددت المواجهات بين الجيش و«اللجان الشعبية» والمجموعات المسلحة المؤيدة للعدوان في عدد من أحياء مدينة تعز، بالإضافة إلى تجدد المواجهات المسلحة على جبهات مأرب، خصوصاً في مناطق محزر وكوفل وبالقرب من محيط هيلان في ظل استمرار الإسناد الجوي الذي يقدمة طيران العدوان السعودي. ووفق المصادر، استهدفت غارات «التحالف» منطقة كوفل التي تحاول المجموعات المسلحة التقدم فيها باستماتة منذ أسبوع.

غارات على صنعاء وصعدة ومأرب والحديدة ولحج وعدن ومواجهات في تعز

وفي السياق نفسه، قال مصدر عسكري إن قوات الجيش المسنودة بـ «اللجان الشعبية»، صدّت محاولة سعودية للهجوم من قبل الجيش السعودي، مساء أمس، على منفذ حرض الحدودي الذي يتبع إدارياً لمحافظة حجة شمالي البلاد. وقال المصدر إن قوات سعودية ومجموعات من المرتزقة حاولوا الهجوم والتقدم لناحية منفذ حرض، وقوبل الهجوم بالتصدي من قبل الجيش و«اللجان الشعبية». جاء ذلك بعدما دفعت وزارة الدفاع السعودية بتعزيزات عسكرية قوامها عشرات المدرعات الحديثة خشية اقتحام الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» مدن نجران وجيزان وعسير كإحدى خطوات الخيارات الاستراتيجية التي كشفت عنها حركة «أنصار لله» والجيش اليمني أخيراً. وبعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وانطلاق مفاوضات «جنيف 2» بين طرفي الصراع في سويسرا، شن طيران العدوان السعودي سلسلة غارات على محافظات صعدة ومأرب وشبوة وصنعاء وحجة وعدن، حيث قتل مواطنان جراء قصف طيران العدوان السعودي، صباح أمس، على مديرية حيس في محافظة الحديدة. وأوضح مصدر محلي في المديرية أن طيران العدوان استهدف نادي حيس الرياضي والاجتماعي بغارتين، ما أدى إلى مقتل مواطنين اثنين كانا في النادي. وأشار المصدر إلى أن عدداً من المباني المجاورة للنادي تضررت جراء القصف. وقصف طيران العدوان سيارة مواطن في الطريق العام في بيحان في محافظة شبوة، ما أدى إلى سقوط شهداء. وأوضح مصدر محلي أن الطيران المعادي استهدف السيارة في الطريق العام، ما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين واحتراق السيارة. وأشار المصدر إلى أن غارات العدوان تأتي عقب إعلان وقف إطلاق النار، وهو ما يؤكد عدم التزام «التحالف» به. إلى ذلك، شن طيران العدوان السعودي الأميركي في نفس اليوم سلسلة من الغارات على مديرية صرواح في مأرب في خرق واضح لإعلان وقف إطلاق النار. وأوضح مصدر محلي في مأرب أن غارات الطيران المعادي أدت إلى سقوط قتلى ومصابين. ووفق المصادر، فإن طيران تحالف العدوان استهدف بخمس غارات مناطق كوفل والمشجح في صرواح في مأرب. وفي محافظة صنعاء، شن طيران العدوان السعودي غارتين على مديرية همدان، ما أدى إلى إحداث أضرار بالغة في منازل المدنيين، وكان طيران العدو قد استهدف للمرة الأولى بثلاث غارات، صباح أمس، فرع شركة النفط في محافظة ذمار وأوقع خمسة شهداء. وفي جبهات القتال في محافظة تعز، يسود هدوء حذر في مناطق الشريجة والوازعية وسط اشتباكات متقطعة. ووفق المصادر، الوضع في جبهات تعز مرشح للانفجار في أي لحظة.