انعقدت قمة الذكاء الاصطناعي التي تستضيفها الرياض، هذه الدورة، في يوم الثلاثاء الموافق 13 أيلول. ركزت القمة على تطويع التكنولوجيا لخدمة البشرية، ومحاولة استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات مثل التعليم والترفيه والعلاج وما إلى ذلك. هذا ما جاء في البيان الذي وقعت عليه كافة الدول الأعضاء في «منظمة التعاون الرقمي DCO»، الذي يسعى بدوره في تعزيز وسائل التكنولوجية الحديثة لصالح الإنسان والمجتمعات المختلفة من حول العالم.
استضافت الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، هذه القمة، وكانت على قدر التوقعات المرجوّة منها. حرص أيضًا جميع ممثّلي الدول الأعضاء على الحضور والمشاركة بفعالية في هذه القمة. الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي هم: السعودية، البحرين، الأردن، المغرب، الكويت، عمان، باكستان، رواندا، قبرص، جيبوتي ونيجيريا.
في ختام القمة، أعلن المنظمة عن بيان الرياض للذكاء الاصطناعي والذي وقّع عليه كافة الدول الأعضاء. يهدف هذا البيان إلى تعزيز التزام المنظمة باكتشاف وتحديد ومعالجة كافة القضايا الحالية والمستقبلية فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، مع وضع تصوّر شامل وخطة متكاملة بغرض توظيف التقنيات التكنولوجية الحديثة لحلّ هذه المشكلات، وتحقيق الفائدة من هذا المجال للبشرية بصفة عامة من خلال تطوير جودة العمل وتحسين السياسات العامة، تمنية القدرات البشرية في بيئة العمل.

تفعيل الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم والرعاية الصحية
تضع منظمة التعاون الرقمي الدولية العديد من الركائز، والتي تُعتبر خارطة طريق تسير عليها كافة الجهود المبذولة. أحد أهم هذه الركائز هو تأكيد توصيل التعليم والرعاية الصحية لجميع الأفراد على مستوى العالم. يكون ذلك من خلال الاستفادة من التقنيات التكنولوجية الحديثة في توصيل العلم والمعرفة لجميع الأفراد، من خلال توفير منصّات تعليمية عبر الإنترنت، تقديم دورات تعليمية وتثقيفية تتناسب مع الشباب من مختلف الجنسيات والأعمار، توفير منح دراسية مدعومة للمتميّزين، السعي نحو رفع مستوى التعليم وتحسين الفائدة من المناهج التعليمية من خلال التعاون مع الجهات المعنية في كل دولة.
بالنسبة لقطاع الرعاية الصحية، تؤمن المنظمة أنه من حق كل فرد الحصول على الرعاية الصحية الجيدة. فهذه أحد الحقوق الأساسية التي يجب أن ينعم بها البشر، ويلعب الذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في توفير هذه الرعاية. تضع منظمة الذكاء الاصطناعي العديد من الحلول لعلاج مشكلات الرعاية الصحية، وتساهم في توفير وعي كامل بالصحة لدى الأفراد. سيكون هناك دورات تثقيفية لنشر الوعي بالصحة، وطرق الوقاية والعلاج من الأمراض الشهيرة وعلاج الإدمان.

هل يشمل بيان الرياض للذكاء الاصطناعي قطاع الترفيه؟
يُعتبر الترفيه أحد المتطلبات الأساسية للإنسان، ويحق لكل مواطن أن يحصل على الترفيه حسب الطريقة التي يفضّلها والإمكانيات المتاحة لديه. اعتماد عمل المنظمة على تعزيز الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات لا يستثني قطاع الترفيه. فاهتمام الدول الأعضاء بتعزيز وسائل التكنولوجيا واستخدامها بشكل فعّال في كافة مناحي الحياة، يصبّ أيضًا في قطاع الترفيه. لا يُعتبر الترفيه أحد الركائز الأساسية التي تضمّنها البيان، ويرجع ذلك للمستوى المتقدّم الذي وصل إليه العالم العربي بصفة خاصة، والعالم كلّه بصفة عامة في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الترفيه.
ففي العديد من الدول الأعضاء في المنظمة وغيرها، تجد جهات معنية حكومية تهتم بقطاع الترفيه عبر الإنترنت وتوجيه الشباب نحو الاستفادة من منصّات الألعاب الإلكترونية على وجه التحديد تحت رعاية الدولة والجهات الخاصة أيضًا. فهذه الألعاب الإلكترونية وبطولات الرياضات الإلكترونية تُعتبر من أهم أشكال ومظاهر الذكاء الاصطناعي في عالم الترفيه.
تجد العديد من فئة الشباب في مختلف الدول العربية بشكل خاص يستخدمون منصّات الألعاب بشكل دوري. فإلي جانب استغلال هذه المنصّات بدافع الترفيه، اتخذها البعض منهم كمجال للاحتراف مثل تكوين فرق في بعض الرياضات الإلكترونية والمشاركة في البطولات المختلفة. مع ذلك، فإن النسبة الأكبر من مستخدمي هذه المنصّات هي بغرض الترفيه.
هناك الكثير من منصّات الألعاب الإلكترونية التي تعمل في كافة الدول العربية وتوفر ألعاب مختلفة. فالبعض منها يوفّر العاب الذكاء وتنمية القدرات العقلية مثل البوكر والشطرنج والبلاك جاك، والبعض يوفر العاب التسلية، بينما يجمع البعض بينها جميعًا. من بين الكثير من منصات الألعاب هذه، يُعتبر موقع بت فاينل – betfinal من أفضل المواقع الجديرة بالثقة. فهي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير ألعاب تحاكي الواقع تمامًا، وتضم العاب التسلية وألعاب تنمية القدرات الذهنية للّاعبين. ليس ذلك فقط، بل يقدّم الموقع جوائز نقدية عند الربح في أي لعبة لتشجيع اللاعبين، ويقدّم أيضًا مكافآت نقدية مجانية متنوعة.

تطويع الذكاء الاصطناعي في مجال التنمية البشرية
تضع منظمة الذكاء الاصطناعي الإنسان في أعلى اهتماماتها، ويظهر ذك من خلال الكثير من الركائز التي تعمل عليها المنظمة. فلقد أكد بيان الرياض للذكاء الاصطناعي على السعي نحو سدّ الفجوة الرقمية بين القطاع ذاته والأفراد من مختلف الجنسيات. يكون ذلك من خلال تعريف الأشخاص بأهمية الذكاء الاصطناعي، والتأكد من وجود وعي كامل بكيفية الاستفادة من هذا القطاع ورفع المستوى الثقافي للمواطن.
يؤكد البيان على أن النمو الاقتصادي هو أحد الركائز الأساسية التي تأسست عليها المنظمة. فمن خلال هذا النمو، يكون هناك ضمان حصول كل شخص على مستوى حياة جيد. ستعلب المنظمة أيضًا دورًا كبيرًا في تمكين المجتمعات الفقيرة من القضاء على الفقر ومحاربة الجوع من خلال هذا النمو الاقتصادي.
أحد الركائز الأساسية أيضًا هو الاهتمام ببناء مدن جديدة ومستدامة عبر تعزيز التنمية الرقمية وتوظيف الحلول المبتكرة. ستتمتع هذه المدن الجديدة ببنية تحتية تضمن للمواطنين مستوى جيد من الحياة وتوفر لهم اتصال جيد بالإنترنت وتوافر الأجهزة الرقمية الحديثة والتي تُعتبر أساس الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ودعم التكنولوجيا، كما أنه سيلعب دورًا هامًا في تحقيق الركائز الأخرى التي يهدف لها بيان الرياض للذكاء الاصطناعي والمنظمة بشكل عام.

ركائز بيان الرياض للذكاء الاصطناعي
لا يقتصر بيان الرياض للذكاء الاصطناعي على الركائز سابقة الذكر فقط. إجمالًا، يوجد سبعة ركائز أساسية يستهدفها البيان، والتي في مضمونها تسعى إلى الاستفادة من التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي الذي نعاصره في توفير بيئة متكاملة تليق بالإنسان. فعلى مستوى المهارات الفردية، يستهدف البيان تنفيذ خطط إعادة صقل المهارات الفردية وبناء القدرات الرقمية للأفراد. على مستوى الهيئات والمؤسسات، يدعم البيان الشركات الناشئة المحلية من الناحية المالية.
على مستوى البيئة الاجتماعية، يسعى البيان نحو ضمان العدالة الاجتماعية للمواطنين وتسخير الذكاء الاصطناعي في التأكيد على ذلك، من خلال ضمان وجود خوارزميات تمنع التمييز بين الأفراد والمجتمعات على أساس الدين أو الثقافة أو العرق أو على أي أساس أخر.
كل هذه الركائز التي أكد عليها بيان الرياض للذكاء الاصطناعي تهدف إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطويعها لخدمة الإنسان، وبالتالي تحويل المستقبل إلى واقع قريب.