إدراكاً منه لأهمية المعرفة المالية لدى المواطنين، أطلق بنك بيبلوس برنامجه للتثقيف المالي والمصرفي بالتعاون مع عدة مؤسسات إعلامية رائدة بهدف تعزيز الثقافة المالية لدى اللبنانيين، وكانت تجربة غنية في الصحافة المكتوبة والمرئية، وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي.فرغم عراقة القطاع المصرفي اللبناني وريادة المصارف اللبنانية في المنطقة، تُبيّن الأرقام أن اللبنانيين لا يزالون يعانون من نقص كبير من حيث الإلمام بالشؤون المالية والمصرفية. وقد أظهر المسح الوطني الأول من نوعه الذي أجراه «معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي» عام 2012، بالتعاون مع البنك الدولي، أن 40% من اللبنانيين لا يخططون لإدارة أموالهم لأكثر من أسبوع، و50% من المستطلعين يدركون حجم الأموال التي أنفقوها قبل أسبوع، و71% لم يتخذوا أي تدابير احتياطية لتغطية مصاريفهم المستقبلية، و17% لا يخططون لمستقبل أولادهم، و32% دون سن الـ 60 لا يخططون للشيخوخة. كما أن 58% من الأسر ذات الدخل المحدود لا تتمكن من تأمين حاجاتها الأساسية حتى نهاية الشهر و37% منها تجد صعوبة في تأمين معيشتها حتى نهاية الشهر.
انطلاقاً من هذه المعطيات، كانت مبادرة بنك بيبلوس لنشر التوعية المالية والمصرفية، والتي تدخل في صميم المسؤولية الاجتماعية للمصرف والقيم التي يستند إليها ومعايير العمل الأخلاقي التي تطبع مسيرته. وقد تخطى المصرف في إطار مساعيه التثقيفية الشروط التي وضعها مصرف لبنان من خلال التعميم 134 لجهة التأكيد على ضرورة توعية الزبائن مالياً وتعريفهم إلى حقوقهم وواجباتهم، بحيث لا تنحصر جهوده في توعية زبائنه حصراً بل المجتمع اللبناني بأسره.
وتوضح مديرة مديرية الإعلام في مجموعة «بنك بيبلوس» ندى الطويل: «يهدف بنك بيبلوس إلى توسيع آفاق وصول المواطنين إلى المعرفة المالية والمصرفية لكي يلعبوا دوراً فعّالاً ومنتجاً على الصعيد الشخصي وضمن عائلاتهم ومجتمعاتهم، فيتمكنوا من إدارة أمورهم المالية بشكلٍ أفضل ويتجنبوا أي ارتدادات سلبية أو انعكاسات غير محمودة العواقب قد تنتج عن قصر الدراية بالشؤون المالية. فمن عرض مفصل للمنتجات المصرفية وخصائصها، إلى إرشادات حول كيفية إدارة ماليتهم الذاتية بأفضل ما يكون، إلى معلومات تتعلق بتأثير الشروط والتغيرات الاقتصادية على وضعهم المالي، يقدم بنك بيبلوس برنامجاً متكاملاً يطال الفئات الاجتماعية كافة».
وتضيف الطويل: «الاطلاع على كلفة بطاقة الائتمان، مثلاً، يخوّل المواطن تقدير العبء المالي الذي سيتكبده، ومعرفة معايير الأهلية وشروط الحصول على قرض تمكن المواطن من اتخاذ القرار المناسب في ما يختص بحاجته إلى القرض والتزامه بسداده. ويتعرف المواطن أيضاً على جوانب مهمة من علم الاقتصاد التي تؤثر مباشرة على ماليته ووضعه الاقتصادي، كوقع التضخم المالي على قدرته الشرائية مثلاً، ووجهة استخدام الضرائب التي يدفعها، ومعرفته بأمور الموازنة والتقديمات الاجتماعية. أما في الجوانب التي تخص ماليته الشخصية، فيتعرف المواطن الى الطرق التي من خلالها يستطيع الادخار والاستثمار والتأمين والتخطيط، بما يخدم استدامة وصحة ماليته من ناحية، وضمان مستقبل آمن ومستقر له ولأولاده من جهة ثانية».
بديهي القول إنه يسهل على المصرف التعاطي مع العميل الذي يعرف ما يريد والمدرك جيداً لأبعاد الخطوات التي ينوي اتخاذها ونتائجها المستقبلية عليه، ما يعزز العلاقة بين الطرفين ويصونها من أي سوء تفاهم أو التباسات ومشاكل. وهذا بعدٌ آخر مهم لبنك بيبلوس الذي يهدف من خلال برنامجه للتوعية المالية والمصرفية إلى زيادة وعي العملاء وتمكينهم من ضبط أمورهم المالية، وذلك من خلال تعريفهم على مصطلحات ومفاهيم مالية واقتصادية ومصرفية وطرح مواضيع تعنيهم مباشرة ويصادفونها يومياً ما يمكنهم من المطالبة بمنتجات مالية ومصرفية تناسب احتياجاتهم وتتلاءم مع ميزانيتهم.
برنامج بنك بيبلوس متكامل وبعيد المدى ويهدف إلى إيصال الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين. وهو يتمثل حالياً بمبادرتين تثقيفيتين، إحداهما متلفزة تعرض يومياً على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال LBCI مباشرةً بعد نشرة الأخبار المسائية، فيما الأخرى عبارة عن مقالة أسبوعية صدرت على مدى ستة أشهر من تشرين الثاني 2015 إلى أيار 2016 في صحيفة «الأخبار»، وهي من الصحف اللبنانية الأكثر انتشاراً.
البرنامج المتلفز يعرف بـ «فكّر ماليّاً»، مدته دقيقتان وهدفه تعريف المشاهدين بالمفاهيم والمواضيع المالية وما تقدمه المصارف من منتجات وخدمات مالية، وكيفية الاستفادة من هذه المنتجات والخدمات. أما التعاون مع جريدة «الأخبار» فقد تم من خلال عامود أطلق عليه تسمية «ناس وFinance» في مبادرة أولى من نوعها في لبنان، قدّمت تحليلات مالية متنوعة شملت المسائل الاقتصادية والمنتجات المصرفية التي لها تأثير مباشر على مالية القارئ الشخصية بأسلوب شيق وسهل يبسّط المواضيع على القراء من خلال الاستشهاد بدراسات متنوعة وحالات من كافة أرجاء العالم.