تتجه معظم الدول الأوروبية إلى التخفيف من القيود المفروضة على التنقل والتجمعات والنشاط الاقتصادي، على مراحل، والدخول في مرحلة «التعايش مع الفيروس»، لا انتظار اللقاح الذي لا تبدو ولادته قريبة.إطالة فترة تطبيق القيود قد تحمل سلبيات لا يمكن لدول أوروبا، منفردة واتحاداً، احتمالها، لا سيما في الجانب الاقتصادي؛ ولهذا تدور الحلول المطروحة من قبل عدة حكومات حول فكرة واحدة: «عودة تدريجية مع احتياطات».
القاسم المشترك في الخطط المختلفة، هو إدخال الكمامات كعامل أمان إضافي، خاصة في التجمعات والمساحات العامة. وكانت دول أوروبية أخرى مثل النروج والدنمارك وسويسرا والنمسا والمانيا، بدأت برفع القيود تدريجياً مع إعادة فتح عدة متاجر لكن مع الدعوة الى الالتزام بالتباعد الاجتماعي.

- في فرنسا، سيكون وضع الكمامات إلزامياً في وسائل النقل العام ويوصى بوضعه في المتاجر إذا لم يكن ترك مسافة كافية ممكناً، فيما تستعد الحكومة لإجراء اختبارات مكثفة وإعادة فتح المتاجر والمدارس تدريجياً مع بدء تخفيف القيود اعتباراً من 11 أيار المقبل، وفق ما أكد رئيس الوزراء إدوار فيليب، الثلاثاء.
وقال فيليب في كلمة مسهبة أمام النواب: «علينا أن نتعايش مع الفيروس» لكن إلغاء تدابير الاحتواء سيتم تدريجياً، مضيفاً أنه سيعاد فتح المدارس على أساس طوعي اعتباراً من 11 أيار لرياض الأطفال والابتدائي، و18 أيار لطلاب المدارس الإعدادية حيث سيصبح ارتداء قناع الوقاية «إلزامياً». وسيبقى القرار بشأن المدارس الثانوية معلقاً حتى نهاية أيار، على حد قول فيليب.
ووفق الخطة الفرنسية، سيتم أسبوعياً إجراء 700 ألف اختبار للأشخاص الذين يعانون من أعراض فيروس «كورونا»، في حين سيترك الخيار للشخص الذي أعطى اختباره نتيجة إيجابية لعزل نفسه في المنزل أو في فنادق سخّرتها الدولة لهذا الغرض.
أكد فيليب أنه سيكون هناك «كمامات كافية في البلاد لتلبية الاحتياجات»، شارحاً بالقول: «نحن بصدد تسلم نحو 100 مليون قناع جراحي في الأسبوع حالياً، وسوف نتلقى ما يقرب من 20 مليون قناع للاستخدام العام قابلة للغسل اعتباراً من أيار».
وقال إن التجمعات ستقتصر أيضاً على 10 أشخاص ولن يسمح بتنظيم حدث يضم أكثر من 5000 شخص قبل أيلول، مضيفاً أنه «في انتظار أيام أفضل، لن تستقبل البلديات عموماً الراغبين بعقد زواجهم».

- كذلك، قررت السلطات الألمانية فرض وضع الكمامات في كل المتاجر في برلين، اعتباراً من الأربعاء، في خطوة سبق أن اتخذتها كل المناطق الألمانية الأخرى.
وقال مساعد رئيس بلدية برلين للشؤون الداخلية، اندرياس غايزل، في مؤتمر صحافي إن العاصمة قررت فرض هذا الإجراء الوقائي في كل المتاجر بهدف «حماية» أصحابها خصوصاً، وذلك بعدما كانت فرضت وضع الكمامات في وسائل النقل العام.
ويتعلق القرار الذي أقره مجلس الشيوخ في برلين، الثلاثاء، بحماية الأنف والفم، مع السماح باستخدام الوشاح. وبعد أن اتخذت المقاطعات الألمانية الخمس عشرة الأخرى خطوة مماثلة الأسبوع الماضي، بات يفرض في ألمانيا كلها ارتداء قناع الوجه في المتاجر.
وحثت هيئة الصحة الألمانية صباح الثلاثاء السكان على توخي الحذر في مواجهة الوباء، وسط نقاش حول تسريع تخفيف العزل المنزلي.

- لاستخدام الكمامات والمعدات الوقائية آثار جانبية أيضاً، إذ تواجه المستشفيات الإيطالية «جبالاً» من المخلفات الطبية التي قد تكون موبوءة، كما الحال في مدينة كريمونا بمقاطعة لومبارديا شمال البلاد حيث تضاعفت هذه الكميات في غضون شهر واحد.
وأوضحت المسؤولة عن مراقبة إدارة النفايات في مستشفى كريمونا، ماريا روزاريا فينو، لتلفزيون وكالة «فرانس برس» أن «المخلفات الخاصة الموبوءة ربما ازدادت بواقع ضعفين أو حتى ثلاثة مقارنة مع فترة ما قبل الوباء». وقالت «طلبنا من الشركة التي تتلف النفايات تكثيف عمليات السحب ولم نواجه أي مشكلة».
وأخضعت إدارة المستشفى موظفيها لتدريب سريع على إدارة المخلفات الخطرة مطالبة كلاً منهم بوضع كمامات وارتداء قفازات ونظارات وبزات واقية.
وأشار لوتشيانو ماسيروني وهو موظف فني إدارة المخلفات الطبية إلى أن «الخطر أكبر لأننا نعالج مخلفات قد تكون موبوءة ونجمع النفايات المتأتية من الخدمات لكننا لا نعلم مصدرها تحديدا. لقد اتخذنا كل الاحتياطات الممكنة».
هذه المشكلة تأتي في وقت حددت فيه إيطاليا كيفية رفع العزل المقرر في 4 أيار، حيث تبقى المدارس مغلقة حتى أيلول، وتحظر التجمعات والتنقل بين المناطق وسيكون ارتداء الكمامة إلزاميا في وسائل النقل العام، لكن سيسمح للشركات الاستراتيجية باستئناف عملها.

- في اسبانيا التي مددت العزل حتى التاسع من أيار، أعلنت الحكومة اليوم عن خطتها لتخفيف القيود. وذلك بعدما سمح اعتباراً من الأحد، للأطفال بالخروج للعب في الشوارع شرط احترام عدد من التدابير.
وأعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، أن خارطة الطريق للرفع «التدريجي» لتدابير الإغلاق في البلاد، تتضمن أربع مراحل حتى «نهاية حزيران».
وقال سانشيز: «في أفضل الأحوال، فإن مرحلة رفع الإغلاق نحو تطبيع جديد ستستمر على الاقل ستة أسابيع (...) نريد أن يكون الحد الاقصى ثمانية أسابيع على كل الاراضي الإسبانية»، من دون أن يدلي بمواعيد محددة للمراحل المختلفة.

- اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، ستخفف اليونان تدريجياً من إغلاقها النشاط والحركة على أراضيها، وفق ما كشف رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم.
وقالت ميتسوتاكيس إن البلاد «جاهزة الآن للمضي قدما في المرحلة الثانية» من خطة رفع القيود، شاكراً اليونانيين على الالتزام وحاثاً إياهم على توخي الحذر.
وتنقسم الخطة على ثلاث مراحل، من 4 أيار إلى منتصف حزيران، ويمكن أن تتغير وفقاً لكيفية تطور الوقائع.
ومن الاثنين، سيتم السماح بفتح متاجر البيع بالتجزئة وصالونات تصفيف الشعر. كما سيُسمح للأشخاص بمغادرة منازلهم دون إرسال رسالة نصية قصيرة، كما كان الحال، في حين ستفتح الكنائس أبوابها للصلاة بشكل إفرادي.
وسيعاد فتح المدارس في المرحلة المتقدمة، في 11 أيار، وبعد ذلك بأسبوع للأطفال الأصغر سناً، على أن تفتح المطاعم والمقاهي والفنادق في 1 حزيران.

- اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، أن روسيا لم تبلغ بعد ذروة تفشي فيروس «كورونا»، مؤكداً أنه يدرس رفع تدابير العزل تدريجياً اعتباراً من 12 أيار المقبل.
وقال بوتين خلال اجتماع مع حكام المناطق نقله التلفزيون: «الوضع يبقى صعباً. يؤكد الأخصائيون والعلماء الذين نتواصل معهم بانتظام للتحقق من خططنا وتدابيرنا أننا لم نبلغ بعد ذروة تفشي الوباء».