من مجلّة متواضعة أسسها أندريه جيد وبول كلوديل ورفاقهما، إلى دار ضخمة تثمّن اليوم بأكثر من 242 مليون يورو. قصّة «غاليمار» عملاق النشر الفرنسي لا تقاس بالأرقام فقط، بل أيضاً بأسماء الذين احتضنتهم طبعاتها الشهيرة، ومنهم 36 أديباً حازوا «نوبل» الآداب... جال معرض «غاليمار 1911 ـــ 2011: قرن من النشر»
مدناً فرنسية وكنديّة عديدة، قبل أن يحطّ رحاله في «معرض الكتاب الفرنكوفوني» في بيروت.
يتضمّن المعرض وثائق وكتباً ومراسلات نادرة، تروي مغامرة الدار التي انطلقت مع جيد في مجلة La Nouvelle Revue Française، قبل أن يتسلّم إدارتها غاستون غاليمار عام 1911، ويحوّلها إلى مؤسسة تحمل اسمه. يوثّق المعرض معظم المراحل التي مرّت فيها الدار خلال قرن مشوّق، وشهد ولادة تيارات أدبية مهمة. في جناح المعرض نقع مثلاً على المخطوط الأول لرائعة مارسيل بروست «البحث عن الزمن الضائع»، وعلى الطبعة الفرنسية الأولى لقصة أنطوان سانت إكزوبيري الشهيرة «الأمير الصغير». هنالك أيضاً رسالة من غاستون غاليمار إلى سيغموند فرويد مؤرخة عام 1921، ورسالة من ألبير كامو للدار عام 1941 فتحت الباب على صداقة طويلة... بعيداً عن الترويج الإعلاني المستتر الذي تبتغيه «دار غاليمار» العملاقة من استعادة مماثلة، يبقى المعرض محطّة ضرورية لفهم تطوّر حركة النشر في النصف الأول من القرن العشرين. إنّه فرصة ليكتشف عشاق الأدب الإرهاصات الأولى لتيّارات أدبية وفكريّة مهمّة، شهدت على تكوّنها كواليس الدار الفرنسية...

http://expositions.bnf.fr/gallimard